الرئيسيةالأخبار

“تقدم” تغلق الباب امام مقترح أثار جدلًا كبيرًا

متابعات- منتدى السودان- أكد قيادي في تنسيقية تحالف القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” أن التحالف حسم مقترح تشكيل حكومة في المنفى، بإغلاق الباب أمام الخطوة نهائياً.

 

وقدمت الجبهة الثورية، إحدى أبرز مكونات تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، مقترحاً لتشكيل حكومة في المنفى، خلال اجتماعات الهيئة القيادية للتحالف مطلع ديسمبر الجاري.

 

ولاقى المقترح هجوماً عنيفاً من مكونات داخل التحالف ورفضاً قاطعاً من جهات أخرى، بينها الحركة الشعبية – التيار الثوري، ولجان المقاومة، ونقابة الصحفيين السودانيين، وعدد من الأحزاب، أبرزها حزب الأمة القومي والمؤتمر السوداني.

 

 

وقال القيادي في التحالف شهاب إبراهيم لـ«سودان تربيون» إنّ مقترح تشكيل حكومة في المنفى “تم حسمه”، و الاتفاق على عدم المضي قدماً فيه بسبب الانقسامات التي قد يسببها، وأضاف: “حُسم الأمر بأن المقترح لن يقدم شيئاً، بل من شأنه زيادة الانقسامات”.

 

من جانبه، قال رئيس الحزب الفيدرالي الموحد، محمد عصمت، لـ«سودان تربيون» إن الحزب دعم في البداية مقترح تشكيل الحكومة.

 

 

وأشار إلى أن المقترح يجب أن يدرس بعمق بواسطة لجنة من الخبراء في مجالات الحكم والإدارة والاقتصاد والعلاقات الدولية، بغض النظر عن شكل الحكومة، سواء في المنفى أو على الأرض، بما في ذلك عودة حكومة ثورة ديسمبر المجيدة برئاسة عبد الله حمدوك، بصفته رئيس الوزراء الشرعي الذي تمت الإطاحة به.

 

 

وأكد عصمت أن دعم المقترح يأتي في إطار مقاومة مشروع تقسيم البلاد الذي تنتهجه مجموعة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني وواجهاتهما، حيث لا يمكن أن يُحرم غالبية الشعب السوداني من حقوقه الدستورية.

 

“فراق بالحسنى”

أكد ثلاثة قياديين في التحالف، لـ«سودان تربيون»، أن المناقشات حول المقترح شهدت دفاعاً شرساً من مؤيدي المقترح، كما استمات رافضوه في التصدي له، ووصلت المناقشات بين الجانبين مساء الخميس الماضي إلى حد اتجاه إعلان مؤيدي المقترح الاتجاه للخروج من التحالف بالحسنى.

 

 

وأوضحوا أن العديد من القيادات، أبرزهم خالد شاويش وصالح عمار، كانوا من بين الرافضين للمقترح، مؤكدين أن الفكرة كانت مدفوعة من عضو مجلس السيادة السابق محمد الحسن التعايشي ورئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل.

 

 

وبعد نقاشات ساخنة، تم الاتفاق على تحويل المقترح إلى لجنة سياسية، وترك القرار النهائي لرئيس التحالف عبد الله حمدوك. ومع ذلك، رفضت القوى السياسية والمجتمع المدني ولجان المقاومة الفكرة من حيث المبدأ، وفقاً لمشاركين في الاجتماع الأخير في عنتيبي، الذين أكدوا وقوع مشادات كلامية بين سليمان صندل ورئيس حزب كبير داخل التحالف.

وكشفت متابعات “سودان تربيون” عن تدخل مجموعة داخل التحالف طلبت من المؤيدين، وعلى رأسهم سليمان صندل ومحمد الحسن التعايشي ومبارك سليم وأسامة سعيد، والمعارضين بقيادة الأحزاب والنقابات ولجان المقاومة، دراسة المقترح عبر لجنة سياسية، وهو ما تم الاتفاق عليه ليُحسم لاحقاً بالرفض.

 

أولويات التحالف

وقال أحد أعضاء الهيئة القيادية للتحالف لـ«سودان تربيون» إن أولويات التحالف حالياً هي توسيع الجبهة المدنية الواسعة بضم جميع الأطراف الرافضة للحرب، ومن ثم عقد طاولة مستديرة لمناقشة القضايا المصيرية في السودان.

 

وأشار القيادي إلى أن بعض مكونات التحالف ترى أن هناك واجبات ومسؤوليات تتطلب العمل وتشكيل حكومة في المنفى أو غيره.

ومن جهة أخرى، ترى تلك المكونات أن الوضع الراهن يستدعي تشكيل حكومة بسبب غياب الشرعية لطرفي الصراع.

وأوضح أن المناقشات خلصت إلى أن تنفيذ المقترح سيؤدي إلى تقسيم السودان ودعم الطرفين المتورطين في الانتهاكات ضد الشعب السوداني، الأمر الذي سيضع البلاد في حالة من الضياع والتشرذم إلى دويلات صغيرة متصارعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى