قضايا ومجتمعالرئيسية

اللاجئون السودانيون في مصر.. تفاصيل ما يحدث

تقرير- محمد سليمان

تحلم هادية عبد الله بالعودة الي السودان، والذي غادرته بسبب الحرب التي أجبرتها وأسرتها للجوء الي مصر، ويعيش معظم اللاجئين السودانيين في مصر ظروفاً وأوضاعاً إنسانية صعبة، نسبة لانعدام فرص العمل وانتشار البطالة وارتفاع أسعار إيجارات الشقق السكنية، بجانب صعوبة توفير ضروريات الحياة اليومية.

 

فصول المعاناة:

وتقول هادية عبد الله في حديث ” لراديو دبنقا ” حالنا كحال آلاف اللاجئين السودانيين بمصر الذين يعيشون في معاناة مستمرة منذ أن فررنا من السودان في رحلة البحث عن الأمان، لكن ما أن خطت رحالنا في أرض مصر حتي بدأت فصول المعاناة بصور مختلفة.

 

وتشير الي أن الأوضاع في مصر صعبة جداً بالنسبة للاجئين السودانيين بسبب ارتفاع إيجارات الشقق السكنية والتي تتراوح ما بين 5 الف الي 8 الف جينه مصري للشقة بدون فرش، والشقة المفروشة ما بين 10 الي 15 الف جينه مصري، ويضيف بعض أصحاب الشقق السكنية حتي بعد استئجار الشقة مبالغ إضافية وإذا كنتم أسرة كبيرة ويطلبوا منكم زيادة الإيجار، وتضيف أصحاب الشقق مع نهاية الشهر يطالبوا بالإيجار والدفع الفوري وإذا لم يكن معك مال في الحال فيخرجوك مباشرة، أصبح الأمر لا يطاق.

 

 

ويتفق أحد اللاجئين السودانيين بمصر في حديثه ” لراديو دبنقا ” مع ما أشارت اليه هادية أن قيمة الإيجارات وتكاليف المعيشة صارت غالية في مصر ولا تطاق، ويوضح أن معظم السودانيين الذين استأجروا شققا في مدينة الفيصل، قاردن ستي والمعادي وغيرها انتهت مدخراتهم وأصبحوا لا يستطيعون دفع الإيجارات، ويضيف الكثيرين منهم اضطروا إلى مغادرة هذه الاحياء والبحث عن أماكن أخري أرخص سعراً، وذهب بعضهم نحو مدينة بدر والعاشر من رمضان وغيرها، والكثيرون عادوا الي السودان.

 

 

ضيق فرص العمل:

وتضيف هادية أن فرص العمل أصبحت صعبة جداً بمصر نسبة لكثرة الباحثين على العمل من اللاجئين السودانيين والجنسيات الأخرى، وتتابع ومع الحرب المستمرة في السودان، وفي كل يوم تصل أعداد من السودانيين الي مصر تتسع المعاناة وتضيق فرص العمل أكثر، والمعيشة أيضاً تصبح صعبة جداً. وتواصل حديثها إن الكثيرين من اللاجئين السودانيين بمصر يفكرون في العودة الي الوطن بدلاً عن هذه الحياة التي تقود نحو المجهول، وتشير الي أنه في أقل نقاش مع بعض المصريين يقولوا لك أذهبوا الي بلدكم ماذا تريدون هنا بسببكم ارتفعت الاسعار وأصبحت المعيشة صعبة جداً.

 

 

ارتفاع نفقات التعليم:

وتلفت هادية الي أن التعليم أصبح مشكلة بعد قرار الحكومة المصرية القاضي بعدم فتح المدارس السودانية، وذلك لمخالفتها اللوائح والقوانين المصرية، بجانب ارتفاع نفقات التعليم بصورة كبيرة، وتوضح أن الحكومة المصرية أصدرت قراراً بشأن تعليم أنباء اللاجئين السودانيين وفقاً للمنهج المصري. وتؤكد أن التلاميذ منذ دخولهم الي مصر منذ أكثر من عام ونصف لم يذهبوا للمدارس، وأن الكثير من السودانيين لا يريدون تعليم أبنائهم وفقاً للمنهج المصري، بجانب أن التعليم يحتاج الي مصاريف، وكثير من الأسر لا تملك ثمن قوت يومها فكيف لها توفير مصاريف ونفقات الدراسة، وأصبح أمر التعليم يمثل هاجساً للأسر.

 

 

ويشير أحد اللاجئين السودانيين بمصر ” لراديو دبنقا ” إلى فشل الكثيرين من السودانيين بمصر في دفع نفقات تعليم ابنائهم، نسبة للمبالغ الكبيرة التي عجزوا عن دفعها في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها، لذلك عاد الكثيرون منهم إلى السودان، بينما اتخذ آخرون القرار لكنهم لم ينفذوه بعد، ويتابع قائلا “الظروف أصبحت طاردة خاصة مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري”.

العلاج:

وفيما يتعلق بالعلاج، تقول هادية إن موضوع العلاج ليس بالأمر السهل إذا لم يكن لديك مال فمن الصعب تلقي العلاج، والرعاية الطبية اللازمة، وتوضح بالنسبة للاجئين فيتم تلقي الخدمات الطبية عبر كرت المفوضية الذي يمنح للاجئ بعد التسجيل بمدة زمنية تتراوح ما بين ستة الي سبعة شهور، بعدها يمكن أن تتابع مع المنظمات للحصول على بعض المساعدات البسيطة. وتشير الي أن الهلال الأحمر المصري يقدم أيضاً بعض الخدمات لكنها ليس بحجم الأعداد الكبيرة من اللاجئين السودانيين.

 

 

وتؤكد هادية على صعوبة الأوضاع المعيشية، وتشير الي أن الكثير من الأسر السودانية التي لجأت الي مصر تعجز في توفير وجبة، والكثيرون يقضون اليوم واليوم التالي دون أن يكون لديهم ما يأكلونه، وتختم حديثها بمطالبة كل منظمات العون الإنساني بمساعدة اللاجئين السودانيين بمصر للتخفيف عن معاناتهم وما يمرون به من ظروف حرجة.

تعليق واحد

  1. فعلا الحالة العامة للاجئين أصبحت مزرية وجلهم في الشوارع يشحذ لشراء دواء لمرض مزمن .ناهيك عن التعليم الذي أصبح كالحج لمن استطاع إليه سبيلا في ظل الحرب الدائرة وعدم توافق المدارس السودانية مع شروط الدولة المستضيفة ونحمل السفارة السودانية في عدم متابعة المدارس وهمجيتها دون راعي وفقط من أجل قتل باقي الامل في الأجيال الذين أتوا لإكمال تعليمهم في ارتفاع الرسوم الغالية مع ظروفهم البائسة
    ونناشد كل المنظمات الدولية أن تسهل لهؤلاء اللاجئين في دفع الإعانة وعدم تأخرها …
    والله من وراء القصد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى