أجرى المواجهة- محمد جمال قندول- أجرت صحيفة (الكرامة) مواجهةً بين الناطق الرسمي للكتلة محمد زكريا، والقيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول، حول الجدلٌ الكثيف الذي صاحب مؤتمر سويسرا الذي عقد الأسبوع الماضي. وكانت (الكتلة الديمقراطية) قد احتلت مساحات الأخبار بسبب اعتذارها عن المشاركة، في حين تواجد عددٌ من قياداتها وأحزابهم بالمؤتمر، وهو ما أفرز تساؤلاتٍ،
رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول لـ(الكرامة):
ذهبنا لـ(جنيف) لأننا لا نقاطع الحوارات السياسية
شاركتم في (مؤتمر جنيف)، كيف ترى المشاركة؟
ورشة جنيف تلبية لدعوة من الخارجية السويسرية، وهي ليست المرة الأولى. نحن كتنظيم شاركنا للمرة الثالثة و(قبل كدا) سبقتها مشاركات لتقريب وجهات النظر ما بين القوى السياسية المدنية، وهي عملية معروفة (مشاركات غير رسمية)، والقيام بعصف ذهني، والقيام بمقاربات ما بين القوى السياسية ووجهة نظرهم اتجاه الحرب.
قوبل تواجدكم في المحفل بهجومٍ كبير، لجهة أنكم جلستم مع الجناح السياسي للميليشيا؟
ذهابنا لهذه الورشة من باب أنّ (الكتلة الديمقراطية) تتحدث عن حوارٍ شامل لا يستثني أحدًا، ولم نضع أي استثناء في أن نتحاور مع أيٍ من المواطنين السودانيين، ولذلك حتى هنالك هجوم. نحن نقدر وموقفنا لم نعدله بأنّ الحوار شامل لا يستثني أحدًا، وحتى الوثيقة الأخيرة التي وقعناها بالقاهرة تتحدث عن حوار سوداني لا يستثني أحدًا، وهذا هو المسار الصحيح الذي يجب أن تقوم به القوى السياسية والبحث عن مخرجٍ سياسيٍ للأزمة، وإذا قاطعنا نحن كقوى سياسية مثل هذه المحافل، ما الدور الذي يمكن أن تلعبه؟ هذا هو الدور الذي يجب أن نلعبه، وأنا لا أؤمن بدبلوماسية الكراسي الفارغة كأنّها بطولة، بالعكس، المشاركة ليست موقفًا وإنّما الموقف يتمثل في المشاركة، ولذلك أنا مع المشاركة بكل المنابر. حتى موقفنا في جنيف أن يكون هنالك مشاركة والموقف يطرح فيها، ولذلك من هاجمونا نحن نقدر موقفهم الذي يتخذونه، ويجب عليهم تقدير مواقفنا التي اتخذناها.
هل من مبررات موضوعية لتواجدكم في محفل يضم حلفاء الميليشيا؟
(الكتلة الديمقراطية) لم ترفض المشاركة، وإنّما حصل تباينٌ داخلها من ناحية المشاركة، وجلسنا في اجتماعٍ قبل السفر، وأنا كنتُ مشرفًا على الترتيبات قبل المغادرة، وكنت مطلعًا ولم يُبلور موقفٌ واضح منذ أن جاءت الدعوة منذ أكثر من 20 يومًا قبل الانعقاد، ولكن في اللحظات النهائية طرح بعض الزملاء مقاطعة الورشة، وهذا الطرح قوبل برفضٍ داخل الكتلة باعتبار لا يمكن أن يطرح هذا الأمر في اللحظات النهائية بعد أن شرعنا في الترتيبات من حيث الإجراءات والترتيبات الموضوعية بأنّ (الكتلة الديمقراطية) لا تقاطع الحوارات السياسية وإنّما تدعو لحوارٍ شامل لا يستثني الأطراف، ولذلك لا يمكن أن يتصل الموقف الذي يدعو للمقاطعة مع مواقفها المعلنة، وإنّما بعض التنظيمات داخل الكتلة طرحت مقاطعة ونحن تصدينا لهذا الأمر وقلنا بإنّ لكل تنظيم الحق في أن يرفض، وقبل ولا يمكن أن يحسب هذا الموقف كموقف للكتلة.
ولكن (الكتلة) أصدرت بيان اعتذارها عن المشاركة؟
نعم (الكتلة) أصدرت بيانًا بأنّها لن تشارك، ولكن لم يقل البيان إنّ كل تنظيمات الكتلة لن تشارك، إنّما قال إنّ الكتلة اعتذرت ولكن الباب مفتوح. والبيان نفسه الصيغة التي خرج بها لدينا عليها ملاحظاتٍ، والصحيح أنّ البيان يقول: التنظيمات التي لم تُدع، والأفراد الذين يشاركون كشخصياتٍ، وكان يجب أن يمرر البيان لكل قيادات الكتلة ولكن لم يمر علينا، ولذلك حاولنا تعديل مضمون البيان بتصريحاتٍ لاحقة.
(الكتلة) رفضت المشاركة في محفل جنيف، وبررت ذلك بأنّ رفضهم لتعدد المنابر؟
نحن لا نسعى أن تكون المشاركة في نفسها موقفًا، وإنّما ما يطرح داخل المشاركة هو الموقف. والكتلة ليس جديد بأن يكون هنالك تباين بداخلها، لأنّه ليس تنظيم، وفي هذه الحرب حتى التنظيمات الواحدة لديها آراءً متباينة، و(الكتلة) مجموعة من التنظيمات، ومن الطبيعي والصحيح أن يكون هنالك تباين، ونحن من قبل في 48 ساعة حينما اندلعت الحرب أخرجنا بيان المؤسسات الدولة الشرعية والقوات المسلحة، في حين أنّ هنالك بعض التنظيمات داخل الكتلة أعلنت موقفها بعد 8 أشهر. لذلك، هذا ليس جديدًا، ونحن اتخذنا قرار المشاركة بهذا المنبر وغيرها من المنابر ونحن نسعى للحل عبر عملية سياسية تؤدي في نهاية المطاف لحكومة مدنية، وهذا الدور نسعى إليه ونعمل من أجله وهو المسار الصحيح الذي يتماشى مع المسار العسكري.
تواجدكم هنالك ورفض (الكتلة) التواجد يعكس وجود (صراعات بالكتلة)؟
لا توجد صراعات داخل (الكتلة) لكن ربما يكون هنالك تبايناتٍ في وجهات النظر، وهي طبيعية لأنّها تحوي تنظيمات مختلفة الآراء والاتجاهات والأيدولوجيا، ولكن ما نتفق حوله الوقوف مع مؤسسات الدولة الشرعية القوات المسلحة وضد ميليشيا الدعم السريع ولا يمكن أن نختلف حوله.
/////////////////
محمد زكريا الناطق الرسمي لـ(الكتلة الديمقراطية) لـ(الكرامة):
(…..) هذه أسباب عدم مشاركتنا في الورشة السويسرية
(الكتلة الديمقراطية) لماذا رفضت التواجد في سويسرا؟
عقدت (الكتلة الديمقراطية) اجتماعًا لمجلسها الرئاسي، وتداولت بعمقٍ حول الدعوة التي تقدمت بها منظمة (بروميديشن) للمشاركة في الورشة في الخامس والعشرين وحتى السابع والعشرين من نوفمبر، واستعرضت الأطراف المشاركة في هذه الورشة والأجندة المطروحة. أسباب الرفض تلخصت في أنّ الجهة صاحبة الدعوة لا تملك تفويضًا، وأنّ هناك مبادرات من جهاتٍ اعتبارية في الساحة مثل: مبادرة (الاتحاد الإفريقي) التي شاركت فيها (الكتلة الديمقراطية) في يوليو الماضي. وكذلك مبادرة الحكومة المصرية، وبالتالي المشاركة في مبادرة ثالثة أو رابعة من شأنها أن تعقد الوصول للحل. ودعت (الكتلة الديمقراطية) في هذا الإطار لتنسيق توحيد الجهود بين المبادرات الدولية ذات الصلة، وبالتالي رفض الدعوة لتلافي التعقيدات الناتجة من تعدد المبادرات.
والسبب الثاني؟
والسبب الثاني: نسب مشاركة الأطراف غير واضحة، إذ الغلبة لمجموعات (المجلس المركزي). أيضًا مشاركة أطراف متحالفة مع ميليشيا الدعم السريع سببٌ ثالثٌ لرفض الدعوة، إذ نرى أنّه من المبكر بمكان الجلوس المباشر إلى هذه الأطراف في هذا التوقيت، مما يرسل رسالةً سالبةً لقواتنا التي تقاتل الميليشيا.
الكتلة رفضت المشاركة كما ذكرت، ولكن هنالك عددٌ كبيرٌ من قياداتها شاركوا في اجتماعات سويسرا؟
قرار (الكتلة الديمقراطية) عدم المشاركة باسمها، ومن شاركوا ربما فعلوا بصفاتهم التنظيمية والشخصية، وهم الأولى بتوضيح ذلك، ولكن الموقف المعلن والمتفق عليه عدم المشاركة باسم (الكتلة الديمقراطية) في هذه الورشة.
ذكرت أحد أسباب الرفض الطرف المشارك الجناح السياسي للميليشيا، في نفس الوقت قيادات من الكتلة مشاركين، ألا يتعارض ذلك مع موجهات الكتلة؟
لا يوجد تعارض، فقرار الكتلة عدم المشاركة باسمها، والانضمام للكتلة لا يحرم التنظيمات الأعضاء من ممارسة العمل السياسي.
الذين ذهبوا لـ(جنيف) من (الكتلة)، ما هي مبرراتهم لكم؟ وأنت ذكرت بأنّ هنالك اجتماعٌ إسفيري كان قد انعقد؟
اجتماعات (الكتلة) تناولت موقف الكتلة الديمقراطية، وللتنظيمات الأخرى ناطقين لتبرير نشاطاتهم، لكن الأمور داخل الكتلة الديمقراطية تدار بتوافق والجميع على قلب رجل واحد.
أردول قال إنّ بيان اعتذار (الكتلة الديمقراطية) عن المشاركة لم يمر على كل قيادات الكتلة؟
اجتماع المجلس الرئاسي للكتلة الديمقراطية أوصى بإصدار بيان مقتضب يوضح للرأي العام موقفها بعدم المشاركة، وقد تم عرضه على جميع الرؤساء قبل نشره.
ماذا تقول عن مشاركتهم؟
واحدة من آفة السياسية السودانية عدم الالتزام بالتحالفات ومشاريعها السياسية، (الكتلة الديمقراطية) قاتلت لأجل مبدأ شمول أطراف الحوار هم التحالف الديمقراطي، وهذا كان من الأسباب الرئيسية التي جعلتنا نرفض توقيع (الاتفاق الإطاري)، في الوقت الذي كانت فيه مجموعة (المركزي) موافقة على جميع التنظيمات باستثناء التحالف الديمقراطي، والاتحادي الديمقراطي قيادة التوم هجو. للأسف بعض من دافعنا عنهم وتمسكنا بمشاركتهم في العملية السياسية وقتها نجدهم قد اختاروا اليوم المشاركة مع المعسكر الآخر الذي يضم ضمن مكوناته حلفاء الميليشيا، ضاربين بمبدأ شمولية الأطراف عُرض الحائط. الوثيقة التي توافقوا عليها تتطابق مع مواقف ميليشيا الدعم السريع وجماعة (تقدم) على سبيل المثال: دمج المسارات التفاوضية العسكرية والسياسية لإعادة إنتاج الميليشيا في المشهد وجعل المدنيين جزءًا من المسار العسكري، بالإضافة إلى صمتها عن إدانة الميليشيا وتركت الباب مفتوحًا لمحاكمة الجيش والمشتركة بالانتهاكات، فضلًا عن نص حمال أوجهٍ حول مهنية القوات المسلحة.