مقالات

الطاهر ساتي يكتب.. الإعيسر والتحدي

بتاريخ 27 أغسطس 2019، عندما رشحوه لمنصب وزير الاعلام، كتبت ناصحاً الأخ فيصل محمد صالح بعدم قبول المنصب، وقلت فيما قلت بأن الناقد شخص يعرف معالم الطريق، ولكنه لا يعرف – أو لا يتقن – قيادة السيارة.!!

 

:: ثم قلت بان السُلطة الرابعة – التي يمارسها فيصل بإتقان – من الوظائف المهمة للغاية، وأن أعظم خدمة يجب أن تقدمها الحكومات لفيصل – و كل الصحفيين- هي تمليكهم للمعلومة ثم الاستماع لنقدهم، وليس توظيفهم..!!

 

:: و للأسف لم يعتذر فيصل عن المنصب، ولم يستبن نصحي إلا ضحى إقالته بعد أن فشل كما توقعت..ثم استبدلت حكومة لصوص الثورة فيصل بآخر كان يعمل أيضاً في مهنة الصحافة قبل أن يغترب، اسمه حمزة بلول ..!!

 

::و حمزة بلول هذا لم يفشل في آداء مهام وزارة الاعلام فحسب، بل فشل حتى في  النطق بجملة مفيدة طوال فترة إستوزاره، وكأن معيار اختياره لهذا الموقع كان هو الجهل بكل الأشياء، بما فيها الخطابة و التعبير ..!!

 

:: فالنشطاء ظنوا بان مواقع الدولة مثل مواقع التواصل، ويمكن ادارتها بالتهريج والمزايدة..وظلوا يتخبطون فيها حتى ساقهم عرمان – كالقطيع- الى حميدتي، ليتولى أمرهم ويصرف على بعضهم مقابل أن يحتضنوه مع جنجويده .!!

 

:: المهم ..تذكرت نصيحتي لفيصل ليلة إعلان الأخ خالد الإعيسر وزيراً للإعلام .. فالفشل يليق بعملاء آل زايد و قطيع آل دقلو، ولكنه – لا قدر الله- لايليق بالإعيسر و أمثاله فرسان الوغى وصناديد المرحلة، ولذلك توجست و أشفقت..!!

 

:: ولكم تمنيت أن يبقى الأخ الإعيسر حراً كالنسر يُحلّق في أثير الفضائيات والإذاعات بفكره الثاقب و رأيه السديد وبلاغته الرصينة و روحه الوطنية، مُقارعاً أباطيل و أكاذيب جنجويد آل دقلو و نشطاء المنافي..!!

 

:: ولكن قدر الله ما شاء فعل، فإن قيادة الدولة تريده لسد ثغرة لطالما تحدث عنها – كثيراً جداً – وهي ثغرة اعلام الدولة .. لقد كتبت مراراً و تحدثت كثيراً بأن أضعف حلقات المعركة هي الاعلام والدبلوماسية، وقبلهما رئيس الوزراء..!!

 

:: نأمل أن يسد الإعيسر هذه الثغرة، وهو أهل للتحدي .. واختيار الاعيسر لسد ثغرة الإعلام إختيار صادف أهله، ليس لأن المُختار من أهل الاعلام فحسب، بل لأنه وطني في زمان صارت فيه العمالة نضال و حرية و (وجهة نظر)..!!

 

:: فالإعيسر  يعرف معالم الطريق مثل أذكياء الصحافة الذين يعرفون مواقع الخلل بحكم الرصد و المتابعة، أما إتقانه للقيادة – اي العمل التنفيذي- فالحكم عليه سابق للأوان، ونأمل ينجح و ينهض بقطاع الإعلام..!!

 

:: ولكن بغض النظر عن الآداء المرتقب، نجاحاً كان أو فشلاً، فان ما يسعد شعبنا بهذا الاختيار هو أن يكون في أجهزة الدولة من لن يبيع وطنه للأجانب والجنجويد و عُربان الشتات، أوكما يفعل وزراء زمن الغفلة..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى