Uncategorized

هبوط 130 طائرة في مطار نيالا.. تفاصيل غير متوقعة

نيالا ــ منتدى السودان- لا يزال حسين، الذي يقطن في حي مجوك شرق، يتذكر أصوات صراخ الأطفال والنساء عند هبوط طائرة الشحن في فجر 21 سبتمبر بمطار نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور، بعد أن ارتبط الطيران في أذهانهم بمآسي القصف.

 

 

 

وقال حسين، لـ “دارفور24” إنه استلقى مع أهل بيته على الأرض، في انتظار سماع دوي صواريخ البراميل المتفجرة التي تسقطها باستمرار مقاتلات الجيش الحربية، لكن سرعان ما تحول الخوف إلى حيرة عندما انخفض صوت محرك الطائرة تدريجيًا.

 

 

 

وأشار إلى أن عدم سماع أصوات مضادات الدعم السريع التي تُطلقها بالتزامن مع تحليق الطيران الحربي في سماء المدينة، دفعه إلى الخروج من المنزل، حيث تبين له أن الطائرة كانت تهبط في المطار.

 

استخدام متعدد

 

وتحققت “دارفور24” من هبوط 130 طائرة في مطار نيالا خلال الفترة من 21 سبتمبر المنصرم إلى 14 مارس الحالي. وقال شهود عيان وموظفون سابقون ومصادر عسكرية إنها طائرات شحن.

 

وهبطت معظم الرحلات في الفترة الأولى لإعادة تشغيل المطار في الساعة الثانية صباحًا، حيث تمكث الطائرة حوالي 40 دقيقة إلى ساعة، ثم تُقلع مجددًا. لكن مع مطلع هذا العام، أصبحت الطائرات تمكث نحو 4 ساعات قبل أن تُغادر.

 

ويشير تطاول الوقت الذي تمكثه طائرات الشحن في مطار نيالا إلى ثقة الدعم السريع في أجهزة التشويش ومضادات الطيران التي استجلبها حديثًا، وكذلك إلى زيادة العتاد الذي تحمله، حيث يتطلب تفريغه وقتًا أطول.

 

وقال موظف يعمل في الملاحة الجوية بمطار نيالا لـ “دارفور24” إن طائرات الشحن الكبيرة من طراز اليوشن تستغرق حوالي ساعتين أو أكثر في تفريغ حمولتها.

 

وأفاد بأن الطائرات التي تهبط وتقلع في فترة لا تتجاوز الساعة يُرجح أنها لا تحمل شحنة كبيرة أو أنها لأغراض أخرى غير الشحن.

 

ولا يزال الغموض يكتنف العتاد الذي تحمله الطائرات التي تهبط دوريًا في مطار نيالا، حيث تتحدث مصادر متفرقة عن أنها تحمل أسلحة وطائرات مسيرة حديثة إلى الدعم السريع، دون أن يعلق الجيش على أمر هذه الرحلات.

 

ويستخدم الدعم السريع مطار نيالا بعد إعادة تشغيله كأحد الطرق العديدة لتهريب الذهب الذي يُنتج من مناجم سنقو والردوم، وفقًا لتحقيق استقصائي أجره فريق صحفي مشترك من “دارفور24” وموقع “عاين” نُشر في يناير الماضي.

 

وأفادت مصادر موثوقة، لـ “دارفور24″، بأن قوات الدعم السريع استخدمت مطار نيالا في سفر وعودة بعض الوفود التي غادرت إلى العاصمة الكينية نيروبي لحضور مراسم توقيع الميثاق التأسيسي والدستور الانتقالي، الممهدين لتشكيل حكومة موازية.

 

وشهد المطار عودة بعض جنود الدعم السريع من السعودية عبر دولة ثالثة خلال يناير وفبراير المنصرم، كانوا ضمن القوات التي شاركت في معارك “عاصفة الحزم”.

 

 

جنود من الدعم السريع في مطار نيالا في طريقهم إلى السعودية للمشاركة في عاصفة الحزم.. 22 فبراير 2018

إعادة التشغيل

 

وحققت “دارفور24” في 21 سبتمبر 2024 سبقًا صحفيًا بنشرها خبرًا عن هبوط أول طائرة شحن في مطار نيالا.

 

وقال قائد في الدعم السريع، لـ “دارفور24″، إن القوات استعانت بموظفين وعمال عملوا سابقًا في مطار نيالا في عمليات التشغيل.

 

وأوضح موظف يعمل في المطار بأن عمليات التشغيل بدأت في نوفمبر المنصرم، حيث كان الدعم السريع يستدعي فرق المناوبة الأرضية والملاحة الجوية قبل ساعات من هبوط أي طائرة.

 

وأفاد في تصريح لـ “دارفور24″، بأن المطار أصبح يعمل، منذ بداية هذا العام، على مدار ساعات الليل بعد أن بات يستقبل رحلات بشكل شبه يومي.

 

وأكد مصدر رفيع في استخبارات الجيش العسكرية لـ “دارفور24″، أن الدعم السريع استعان ببعض الموظفين وعناصر الأمن الذين كانوا يعملون في مطار نيالا في إعادة تشغيله.

 

واستطاعت قوات الدعم السريع تأمين مطار نيالا عسكريًا وفنيًا، قبل أن تعمل على إعادة تشغيله، حيث استجلبت أجهزة تشويش حديثة ورممت العديد من مبانيه.

 

وقال مصدر عسكري، لـ “دارفور24″، إن الدعم السريع نصّب منظومة تشويش حديثة في مطار نيالا وبعض مباني الولاية، مما جعل القنابل التي يسقطها الطيران الحربي بغرض استهداف المطار تقصف في الأحياء القريبة منه مثل طيبة النيل وعباد الرحمن والجمهورية ودرجة رابعة.

 

وأفاد بأن إحدى منظومات التشويش متحركة ووُضعت في سيارة شبيهة بعربة “ستاريكس”.

 

حماية غير مؤكدة

 

وتستخدم الطائرات التي تهبط وتقلع من مطار نيالا مدرجًا خاصًا بالبعثة السابقة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي “يوناميد”، مع إجراء عمليات صيانة وتأهيل لأجزاء من المدرجات الأخرى بعد تعرضه للقصف.

 

وشن الجيش أول غارة جوية، بعد إعادة تشغيل المطار، في 24 سبتمبر المنصرم، دمرت أبراج المراقبة والمكاتب الإدارية، لكن سُرعان ما أُعيد ترميمه مجددًا.

 

 

آثار غارة جوية على مطار نيالا

وأوضح المصدر العسكري أن الغارة الجوية لم تُدمر مدرج المطار، لكنها ألحقَت أضرارًا بالمكاتب الإدارية والصالات.

 

ورغم أجهزة التشويش التي تعطي إشعارات خاطئة، واصل الجيش شن الغارات الجوية، حيث رصدت “دارفور24” أكثر من 26 غارة جوية منذ بداية العام، أدت إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين.

 

ونزح آلاف المدنيين من مدينة نيالا هربًا من الغارات الجوية واحتمال حدوث تصادم جوي بين مقاتلات الجيش والرحلات الجوية لطيران الدعم السريع.

 

وقالت ثلاثة مصادر متطابقة لـ “دارفور24″، إن خمس غارات جوية للجيش شُنت في يناير وفبراير على نيالا، تزامنت مع وجود طائرة الدعم السريع في المطار أو المزلقات في شارع الفاشر شمالي نيالا.

 

وأفادت مصادر أخرى بأن قوات الدعم السريع نشرت مضادات طيران جديدة في شرق نيالا وقرب كلية نيالا التقنية وجنوب وأقصى شمال المدينة، إضافة إلى مضادات في منطقة دوماية غربي نيالا.

 

ورجحت أن قوات الدعم السريع أسقطت الطائرة الحربية في 24 فبراير المنصرم بالمضادات الجديدة، حيث تناثر حطامها في حي المستقبل شمالي نيالا.

 

منطقة عسكرية

 

وتحدث سكان من حي مجوك القريب من مطار نيالا لـ “دارفور24″، عن وجود إنشاءات جديدة داخل المرفق، من بينها ثلاثة مبانٍ لم تكن موجودة في السابق.

 

وأفادوا بأن عددًا من الأسر اضطرت إلى النزوح من منازلها في الأحياء القريبة من المطار، بما في ذلك حي مجوك، خوفًا من القصف المتكرر لمحيط المطار.

 

ووضعت قوات الدعم السريع العديد من نقاط المراقبة والارتكازات في الطريق المؤدي إلى المطار والمنطقة المحيطة به، لمنع السكان من الاقتراب، ليصبح المطار منطقة عسكرية بالكامل.

 

وكثفت قوات الدعم السريع الارتكازات في شرق وشمال المطار الدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى