الرئيسيةقضايا ومجتمع

مفكر سياسي يوضح أسباب الخلافات بين أميركا والسودان ويدفع بتوصيات

متابعات- منتدى السودان- حرر المفكر والقيادي الإسلامي السابق المحبوب عبدالسلام، أسباب الخلاف بين أميركا والسودان ممثل في الإدارة الأمريكية والحكومة السودانية حول مفاوضات جنيف، في جملة نقاط تعني كل طرف.

وقال إن الإدارة الأميركية، لا تعترف بالحكومة القائمة في السودان منذ25 أكتوبر 2021م، وتعتبر حكومة بورتسودان الحالية امتداد لحكومة الانقلاب على الحكم المدني لثورة ديسمبر الذى جسد أحلام السودانيين خاصة الشباب واطاح بثلاثة عقود من ديكتاتورية الإسلاميين.

وأشار إلى أن الموقف الأمريكي في ذلك متسق تماماً مع موقف الاتحاد الأوربي، فضلا عن أن الإدارة الأميركية تعتبر أية مفاوضات لوقف الحرب تكون بين الطرفين المتحاربين وهما القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ولا تمانع في وجود ممثلين لحركة منى أركو مناوى ضمن وفد القوات المسلحة السودانية كما حدث في لقاء جدة الثنائي مع الإدارة الأمريكية.

وقال المحبوب إن الإدارة الأميركية تعتبر أن لها واجب أساسي في حفظ السلم والأمن في ايما مكان في العالم وفق القانون الدولي ووفق وضعها كقوة عظمى، وتعتبر أنها عليها واجب الاستجابة الإيجابية في توصيل الإغاثة لأي منطقة في العالم تحتاج لذلك وفق القانون الدولي بما في ذلك استعمال البند السابع لميثاق الأمم المتحدة.

وأكد المحبوب أم الحزب الديموقراطي ممثلاً في إدارة الرئيس بايدن الحالية يحتاج لإنجاز متمثل في وقف الحرب في السودان إذ استعصى التوصل لوقف اطلاق نار في غزة وما تزال الحرب الأوكرانية تمضي بوتائر متزايدة دون نصر حاسم لأميركا والغرب على روسيا.

وأضاف “بعد اتصالات ثنائية غير مباشرة ومباشرة تعدل الخطاب الأميركي من وصف الرئيس البرهان بالجنرال إلى اعتماد صفة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السودان، وقال إن التحول من جدة الى جنيف اقتضته رغبة الإدارة الامريكية في الاستنصار بحليف أوروبي مأمون يعين ويدعم في تحقيق اهداف أميركا في السودان في ظل ازدحام الأجندة الامريكية بكثير من القضايا وبين يدي الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهو أمر جرت عليه العادة في كثير من التدخلات الامريكية في حل النزاعات، كما اقتضته الرغبة في إعادة تصميم منبر جدة بما يرفع الحرج عن السعودية كوسيط من المنطقة ومرتبط بتحالفاتها ومشاكلها إضافة الى احتمال رغبة السعودية في تجنب الخوض في المشكلة السودانية وحدها.

 

ونوه المحبوب في منشور إلى أن الإدارة الامريكية ترغب في وجود الامارات بصفة مراقب في المفاوضات لأنها في ترى إنها فاعل رئيس في تمويل وإدارة الحرب في السودان وأن اتصالات الإدارة الأميركية مع الإمارات لوقف امداد السلاح لقوات الدعم السريع لم توفق.

وأضاف “تشعر الإدارة الأميركية بخيبة أمل كبيرة بعد مباحثات جدة الثنائية وتعتقد أن أطراف في الحالة السودانية لا ترغب في وقف الحرب وتحديداً الإسلاميين وطرف في القوات المسلحة وحركات المقاومة الدارفوري الموقعة على اتفاق جوبا.

 

وأكد أم منهج الوفد السوداني في مباحثات جدة إذ طرح عدداً من الأسئلة ثم طلب رئيس الوفد مهلة للذهاب الى بورتسودان وعاد وطرح أسئلة جديدة، ثم اعلان الوفد أن الإجابات الأميركية غير مقنعة لا ينم عن رغبة في مفاوضات جادة في نظر الإدارة الامريكية.

وقال المحبوب إن الإدارة الامريكية ستبدأ المفاوضات في التاريخ المحدد 14 أغسطس وانها يمكن أن تبدأ بالأجندة الإنسانية والحقوقية مع المنظمات المدعوة لمنبر سويسرا وتؤجل المفاوضات العسكرية الى 18 أغسطس ولكن الوفد السوداني رفض إعطاء تأكيد على الحضور حتى في التاريخ المؤجل ينم عن عدم رغبة في استئناف التفاوض من قبل الطرف الحكومي في نظر الإدارة الامريكية.

وأضاف “رئيس وفد الحكومة عبر تغريدة الى اعلان نهاية اللقاء الثنائي دون الوصول الى نتائج مما يؤكد التعجل في اغلاق الباب أمام فرص جديدة لبدء المفاوضات.

وأضاف “لاحظ الجانب الأمريكي أن أعضاء الوفد العسكريين كانوا واضحين ومستعدين للتقدم في الاجندة ولكن رئيس الوفد كان يبد ملتزماً بتوجيهات محددة بينما حاول ممثل وزارة الخارجية استعمال حيل التعطيل Delaying Tactics، وتابع “أكدت تغريدة المبعوث الخاص الأمريكي أن هنالك فرص لاستئناف المفاوضات ولكن اميركا ستستجيب لنداء عشرات الاف السودانيين الذين التقاهم المبعوث وعبروا عن ثلاثة مطالب وقف القصف ورفع الحصار على المدنيين والتصدي للمجاعة”

وقال المحبوب إن موقف الحكومة السودانية تمثل في أن الإدارة الامريكية لم تبحث مع الحكومة السودانية الموعد المناسب لبدء المفاوضات بل بادرت الى تحديدها كما لم تبحث معها أجندة التفاوض، فضلا عن أن خطاب وزير الخارجية أنتوني بلينكن للرئيس البرهان جاء منافياً للأعراف كافة ومجانيًا للاحترام إذ جردته من صفة رئيس مجلس السيادة ومن صفة قائد الجيش وخاطبته بوص الجنرال فقط ولكنها تحمد لهم تصحيح الخطأ بمخاطبة الرئيس في المراسلة التالية بالصفتين.

 

ما هي رؤية الحكومة السودانية للجانب الأميركي

وبحسب المحبوب أن الحكومة السودانية ترى أن الإدارة الأميركية في إصرارها على قصر المفاوضات على القوات المسلحة وقوات الدعم السريع فقط، تريد وقف الحرب وإعادة الدكتور عبد الله حمدوك رئيساً للوزراء وإعادة تنصيب قادة الحرية والتغيير المندمجين الان في تقدم.

 

وترى الحكومة أيضا إن الإدارة الامريكية لم تقدم أسبابًا مقنعة لوجود الامارات بصفة مراقب فيما كانت تتوقع الحكومة السودانية من الإدارة الامريكية مزاولة ضغط مقدر يجبر الامارات على الكف عن تمويل وامداد الدعم السريع، مما يؤكد اتفاق الإدارة الامريكية مع الامارات في دعم الدعم السريع، فضلا عن الإدارة الامريكية لم تقدم تعهد واضح بتنفيذ مقررات جدة خاصة خروج الدعم السريع من منازل المواطنين ومن الاعيان المدنية ولم تقدم مبررات كافية لنقل المنبر من جدة الى جنيف.

 

وأكد المحبوب أن الحكومة السودانية ترى أن تحركات المبعوث الخاص الأمريكي كلها توكد على أنه لا يعترف الا بتنسيقية تقدم ممثلاً وحيداً للشعب السوداني مما يجافي الحقائق الواضحة.

 

المحبوب يدفع بتوصيات لتجاوز أسباب الخلافات بين أميركا والسودان

ودفع المحبوب بجملة توصيات وملاحظات، تمثلت في أن سوء ظن حاد بين الفريقين مبنى على حقائق وبعضه على أوهام مما يتطلب بدء إجراءات بناء ثقة، وقال إن أهم عنصر لبناء الثقة هو مواصلة مسار العلاقات الثنائية كما حدث في جدة، مبادرة الإدارة الامريكية الى استئناف عمل البعثة الديبلوماسية الأمريكية في بورتسودان بعد توفير الضمانات الأمنية المطلوبة ويمكن البداية بحضور اثنين من الدبلوماسيين وممثل لمكتب المبعوث الخاص، فضلا عن الدعوة الى لقاء في مستوى ارفع يبحث هذه المسائل ومسائل استراتيجية أخرى مثل مساهمة الولايات المتحدة لدعم السودان لتأسيس جيش مهني واحد في المستقبل ويقترح ان يضم اللقاء الثنائي الرفيع الفريق كباشي والوزير بلينكن ويتم التحضير الجيد للقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى