
متابعات- محمد سعيد حلفاوي- تأثرت مشاريع القمح في الولاية الشمالية بسبب أزمة الكهرباء إثر توقف ماكينات سحب المياه إلى الحقول في أربعة مشاريع زراعية رئيسية بالمنطقة مع اقتراب موسم الحصاد، ما أدى إلى خروج 40% من المساحات عن حسابات الإنتاج.
ويعتمد المزارعون بالولاية الشمالية على رفع المياه عن سطح النيل بالاعتماد على الكهرباء، ومنذ 29 يومًا خرجت المحطة الرئيسية قرب دنقلا عن الخدمة بسبب قصف مسيرة تقول حكومة الولاية إنها جاءت من منصات تابعة لقوات الدعم السريع.
وقال عامل، من منظمة إنسانية أجرت أبحاثًا على أزمة المياه، لـ”الترا سودان” إن المشاريع التي تأثرت بشح المياه في مساحات القمح بالولاية الشمالية هي “مورا” في محلية مروي، و”العفاض” في الدبة، و”بدين” في محلية البرقيق، و”الصحابة” في دنقلا.
وأضاف: “بعض المزارعين تداركوا الأزمة بشراء ألواح الطاقة الشمسية وري مساحات القمح بالمياه قبل فوات الأوان، لكن ما يزيد عن 50% من المزارعين لم يتمكنوا من هذا الأمر”.
وضمن برامج الأمن الغذائي، الذي ابتدره برنامج الأغذية العالمي التابع إلى الأمم المتحدة، حصل مزارعون بالولاية الشمالية على معدات الطاقة الشمسية للمساعدة في ري الحقول الزراعية.
ويضيف عامل إنساني في منظمة دولية لـ”الترا سودان” إن برنامج الغذاء العالمي بإمكانه تركيب محطة رئيسية للطاقة الشمسية لتوفير الكهرباء لنحو أربعة مشاريع رئيسية بالولاية الشمالية، بدلًا من توزيع الألواح بصورة فردية.
ويقول شرف الدين، عضو غرفة طوارئ بالولاية الشمالية لـ”الترا سودان”، في هذا الصدد أن العطش أدى إلى إفقار مئات المزارعين الذين وضعوا الآمال على حصاد القمح، وأزمة الكهرباء قضت على تلك الآمال بنضوب المياه عن الحقول وهلاك الزراعة.
وكانت مسيرة استهدفت محطة وشبكة ناقلة للكهرباء إلى دنقلا عاصمة الولاية الشمالية، وإثر هذه الهجمات انقطعت الكهرباء منذ مطلع نيسان/أبريل 2025 ولا تزال القطوعات مستمرة مع وعود من شركة الكهرباء بجلب قطع الغيار وتركيب أنظمة حماية الشبكات الناقلة.
ويستعد المزارعون الذين فلتوا من الخسائر جراء أزمة الكهرباء لحصاد القمح خلال نهاية نيسان/أبريل 2025 مع تقديرات بارتفاع إنتاج الفدان، فيما يلقي خروج مساحات شاسعة بسبب شح المياه آثاره على مئات المزارعين.
وقال ماهر، وهو مزارع من محلية البرقيق بالولاية الشمالية لـ”الترا سودان” إن خسارة مشروع القمح الذي ابتدره نهاية العام الماضي بسبب أزمة الكهرباء مطلع نيسان/أبريل 2025 جعله محبطًا، لأنه كان يتوقع إنتاج ما لا يقل عن 6 جوالات من الفدان الواحد.
وتابع: “الحرب أضرت بالإنتاج ومعظم المواطنين نزحوا من العاصمة الخرطوم واندمجوا في المجتمعات الزراعية بحكم صلة القرابة والترابط، ومع ذلك لم ننجو من هذا الصراع المسلح الذي لاحقنا بالمسيرات في مزارعنا ومواقع الإنتاج من طرف يتعمد إلحاق أكبر قدر من الخسائر الاقتصادية والبشرية”.
وقال ماهر إنه كان على بعد مرحلتين من ري حقله الزراعي قبل أن تنقطع الكهرباء، بالتالي توقف عمل الماكينات التي تسحب المياه إلى الحقول، مشيرًا إلى أن قضايا المزارعين بالشمالية لا تقتصر على شح الكهرباء بل تمتد إلى ارتفاع أسعار الوقود والتحضيرات الزراعية.
المصدر ألترا سودان