مقالاتالرئيسية

تشغيل مشترك بين “سودانير وبدر للطيران وتاركو”

كتب- إبراهيم عدلان تحت عنوان “مُقترح التشغيل المشترك بين “سودانير بدر للطيران وتاركو”: نحو تحالف وطني” قائلا: “نحو تحالف وطني يعيد الاتزان التجاري والكفاءة التشغيلية لقطاع الطيران السوداني”

 

 

دوافع الدراسة

يعاني قطاع الطيران السوداني من:

  • هدر مالي بسبب تكرار الرحلات لذات الوجهات بعدد ركاب محدود.
  • ضعف تنسيق تشغيلي بين الشركات المحلية.
  • منافسة غير منتجة تؤدي إلى حروب أسعار واهتزاز ثقة الراكب.
  • نقص الكفاءة التشغيلية في ظل زيادة أسعار الوقود وارتفاع رسوم المناولة الأرضية.

 

 

لذا جاءت هذه الدراسة لتبحث إمكانية تشغيل مشترك أو تقاسم كود (Code Share) بين سودانير، بدر، وتاركو كخطوة استراتيجية نحو تكامل تدريجي.

ثانياً: مرتكزات الدراسة

  • تحليل بيانات فعلية خلال فترة 6 أشهر لعدد المسافرين، المقاعد الخالية، ونسبة No Show في الرحلات من الخرطوم إلى وجهات محددة.
  • مراجعة كميات الوقود المحمّلة (Fuel Uplift) مقارنة بعدد الركاب الفعليين.
  • دراسة رسوم المناولة الأرضية حسب المطارات.
  • مقارنة أسعار التذاكر على الوجهات بين الشركات المحلية والخارجية.

 

 

 

ثالثاً: مزايا التشغيل المشترك

  1. تقليل الهدر المالي:
  • تقليص عدد الرحلات المكررة إلى نفس الوجهة (مثلاً الدوحة، نيروبي، عنتبي، جوبا، كانو).
  • توزيع أفضل للمقاعد والحمولات.
  • تخفيض كبير في عدد المقاعد الشاغرة والتكاليف الثابتة المهدرة.

 

 

  1. استقرار أسعار التذاكر:
  • عند تقاسم الكود، تصبح الأسعار موحدة نسبيًا على الوجهات، ما يمنع حروب الأسعار، ويعزز الثقة التجارية.
  • الرحلات إلى وجهات مثل الدوحة، كانو، جوبا، نيروبي، وعنتبي ستشهد تحسنًا في معدل الامتلاء، ما ينعكس بانخفاض تدريجي للأسعار.
  • يسمح النظام بتحقيق ربح مستقر دون اللجوء لسياسات حرق الأسعار.

 

 

 

  1. رفع الكفاءة التشغيلية:
  • تحسين نسبة الامتلاء على الطائرات يرفع معدل العائد على المقعد الواحد.
  • تخطيط أدق للحمولات والجدولة بناءً على بيانات حقيقية، وليس التقديرات.

 

 

رابعاً: الأثر الإيجابي على الوقود والمناولة الأرضية

أ. الوقود (Fuel Uplift):

  • تحسين نسب الامتلاء يقلل من الحاجة لحمل وقود زائد (Extra Fuel) كاحتياطي غير مستخدم.
  • الطيران بطائرة ممتلئة في رحلة واحدة أفضل من طائرتين بنصف امتلاء من حيث الكفاءة والحرق.
  • في مطارات مثل جوبا وكانو، حيث تكلفة التزود مرتفعة، فإن التشغيل المشترك يخفض التكلفة الشهرية بمعدلات تصل إلى 5–8%.

 

 

ب. رسوم المناولة الأرضية:

  • تقليل عدد الرحلات المنفذة فعليًا يعني خفضًا مباشرًا في:
  • عدد عمليات الدفع (Pushback)
  • خدمة الأمتعة، التنظيف، الأمن الأرضي، التموين
  • عقود المناولة المجمعة بين الشركات الثلاث تتيح التفاوض على خصومات بحجم العمليات (Volume Discounts)
  • التوفير المحتمل يقدّر بين 15% إلى 25% من تكاليف المناولة في وجهات التشغيل المشترك.

 

 

خامساً: خطة عمل تجريبية

المرحلة الأولى (3 أشهر – تشغيل تجريبي):

  • اختيار 5 وجهات مستهدفة: الدوحة، نيروبي، عنتبي، كانو، جوبا
  • تشكيل فريق تشغيل مشترك لتوزيع الرحلات والمقاعد.
  • تطبيق نظام حجز وتذاكر متكامل مع أكواد الشركات الثلاث.
  • مراجعة أسبوعية للنتائج التشغيلية والمالية.

 

 

 

المرحلة الثانية (تقييم وتحسين):

  • مقارنة العائدات التشغيلية قبل وبعد التشغيل المشترك.
  • تعديل التوزيع الزمني والحمولات حسب النتائج.
  • دراسة توسيع التشغيل المشترك ليشمل وجهات أوروبية (إسطنبول، القاهرة، دبي).

 

 

سادساً: التحذيرات والضوابط

سلبيات محتملة إن لم تُدار الاتفاقية جيدًا:

  • خطر تحول الاتفاق إلى احتكار داخلي يضر بالمستهلك.
  • تضرر صورة الشركات إن لم يُضمن مستوى خدمة موحد.

 

 

 

الضوابط المقترحة:

  • إشراف مباشر من سلطة الطيران المدني.
  • لجنة تسعير موحدة تُراجع الأسعار والجدولة ربع سنويًا.
  • ضمان توازن الأرباح بناءً على حمولة كل شركة ونسبة مبيعاتها.

 

 

الختام

يمثل التشغيل المشترك بين سودانير، بدر، وتاركو فرصة استراتيجية لإعادة الاتزان إلى السوق المحلي، وتقليل الهدر، وتحقيق قيمة أعلى للراكب والمشغّل على السواء، متى ما أُدير بعقلية تكاملية لا تنافسية، وبإشراف منظم يضمن الشفافية والاستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى