اتهامات لـ”الجيش السوداني” بارتكاب انتهاكات بأمدرمان والناطق الرسمي يرد
متابعات- منتدى السودان
كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، في تحقيق استقصائي، عن أن أفراد من الجيش السوداني، ارتكبوا انتهاكات وممارسات صادمة ضد النساء في مدينة أم درمان المحررة من قبضة الدعم السريع.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 24 امرأة لم يتمكن من الفرار من القتال في أم درمان، وإن الاتصال “الجنسي” مع رجال من الجيش السوداني كان الطريقة الوحيدة التي تمكنهن من الحصول على الطعام أو السلع التي يمكنهن بيعها لجمع المال لإطعام أسرهن.
إلا أن الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، العميد الركن نبيل عبدالله، وصف تقرير الصحيفة بأنه يفتقر تماما إلى الشفافية والحياد، ومحاولة يائسة لتشويه سمعة القوات المسلحة التي عرفها الشعب السوداني دوما بأنها مخلصة لمواطنيها وحامية لشرفهم وأرضهم وكرامتهم”.
وقالت النساء وفقا لتقرير الغارديان إن معظم الاعتداءات وقعت في “منطقة المصانع” بالمدينة، حيث يتوفر معظم الطعام، وقالت إحدى الضحايا إنها لم يكن لديها خيار سوى ممارسة الجنس مع الجنود للحصول على الطعام لوالديها المسنين وابنتها البالغة من العمر 18 عاما.
وأضافت: “والديّ كبيران في السن ويعانون من المرض، ولم أسمح لابنتي بالخروج للبحث عن الطعام أبداً”، وكنت أذهب إلى جنود الجيش الموجودين في منطقة المصانع” للجنس مقابل الطعام، وهذه هي الطريقة الوحيدة للحصول على الطعام.
بينما قال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، بحسب موقع “سودان هورايزون”، إن الصحيفة لم تلتزم بأي معيار مهني يضمن شفافية وتوازن تقريرها ويبدو أنها تحمل دوافع خفية.
وأكد أن التقرير الذي نشرته صحيفة الغارديان على موقعها الرسمي احتوى على مغالطات وأكاذيب صارخة ضد أفراد القوات المسلحة في أم درمان.
وأشار إلى أن مراسلة الصحيفة تجنبت تماما الاتصال بأي من أفراد القوات المسلحة لعرض ما ادعت أنها حصلت عليه من قصص النساء اللاتي تعرضن للانتهاكات، فضلا عن أن المراسلة لم تطلب تصريحا رسميا من السلطات للعمل في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن امرأة أخرى قولها إنها أُجبرت على ممارسة الجنس مع جنود من الجيش في مصنع لتجهيز اللحوم في مايو من العام الماضي – بعد وقت قصير من اندلاع الحرب الأهلية بين قوات الجيش والدعم السريع، وأُجبرت مرة أخرى لممارسة الجنس في مستودع لتخزين الفول السوداني في يناير الماضي.
وقالت سيدة بالغة من العمر 37 عاماً، والتي بدت شاحبة ونحيفة في المقابلات، انها قبل اندلاع الحرب، كانت تعمل خادمة في منازل الأثرياء في أم درمان، وبسبب ظروفها الصعبة لم تتمكن من الفرار من المدينة وأخذ عائلتها إلى مناطق أكثر أمانًا من البلاد.
وقالت بعض النساء اللاتي تحدثن إلى صحيفة الغارديان إن جنود الجيش يطالبونهن بممارسة الجنس مقابل الوصول إلى المنازل المهجورة حيث لا يزال من الممكن نهب الأشياء لبيعها في الأسواق المحلية.
وقالت إحدى النساء إنه بعد ممارسة الجنس مع الجنود سُمح لها بأخذ الطعام ومعدات المطبخ والعطور من المنازل الفارغة.
وتحدثت عن خجلها من الاعتداء الجنسي الذي أجبرت على تحمله واضطرارها إلى سرقة الممتلكات من أجل البقاء.
وأضافت: “أنا لست سارقة”، ولكن “ما مررت به لا يوصف، ولا أتمنى ذلك لعدو، وفعلت ذلك فقط لأنني أردت إطعام أطفالي، وقالت فتاة ثالثة تحدثت إليها الغارديان إنها تعرضت للتعذيب على يد جنود الجيش لأنها توقفت عن ممارسة الجنس معهم.
وأضافت الفتاة البالغة من العمر 21 عاماً، إنها مارست الجنس مع الجنود مقابل السماح لها بنهب المنازل في غرب أم درمان، ولكنها توقفت بعد أن أجبرها إخوتها بعدم السرقة والنهب، وقالت المرأة عندما أخبرت جنود الجيش بأنها لن تأتي لرؤيتهم بعد الآن، أمسكها اثنان منهم وأحرقا ساقيها، واضافت المرأة التي أظهرت آثار الحروق على ساقيها: “أخبرني الجنود أنني ممتلئة نفسياً لرفضي الذهاب معهم”.
وأكد جنود وسكان أم درمان التقارير التي تفيد بإجبار النساء على ممارسة الجنس، وقال أحد جنود الجيش إنه على الرغم من أنه لم يستغل النساء قط، إلا أنه رأى زملائه يفعلون ذلك. ووصف إحدى الحوادث التي مارست فيها امرأة الجنس مع الجنود، الذين سمحوا بدورهم لأخواتها بنهب المنازل، حيث قال الجندي: “إنه أمر فظيع”. “إن كمية الخطايا في هذه المدينة لا يمكن أن تغفر أبدا.”
وقال أحد سكان أحد أحياء غرب أم درمان، إنه رأى جنودا ينقلون النساء إلى منازل الأشخاص الذين فروا، وأضاف: “تأتي الكثير من النساء ويقفن في طوابير خارج الحي الذي نعيش فيه”، والجنود يسمحون لهم بالدخول ويختارون من يحلو لهم شكله ليدخلوا المنازل، وأكد انه يسمع أحيانًا صراخًا، ولكن لا يستطيع فعل أي شيء.
وقال نبيل عبدالله إن تقارير صحيفة الغارديان تثير المزيد من الشكوك حول دوافع التقرير ويشير إلى أن مهمة الصحافية ربما تكون إخفاء أجندة لخدمة جهات تعمل عمدا وبجد على تشويه صورة القوات المسلحة السودانية.
وقال نبيل إن الدليل الأكيد لدحض مثل هذه الإتهامات الملفقة هو أن المواطنين العاديين يفرون من أي منطقة تدخلها مليشيا الدعم السريع ويلجأون إلى المناطق التي تتواجد فيها القوات المسلحة لأنهم يشعرون بالأمان على أرواحهم وممتلكاتهم..
المصدر الغادريان والزاوية نت