
كتب د. أحمد حسن عمر مقالا تحت عنوان كامل إدريس رئيسًا للوزراء قائلا: اختيار الدكتور كامل إدريس وجعله عنوانا للمرحلة لم تكن رسالة للداخل لذلك لا عجب من ارتباك ردة الفعل بإزاء التعيين.
فقد ظل المنصب خاليا لأربع سنوات لأن الحكام يريدون رجلا يقتنع به الاتحاد الافريقي والجامعة العربية والرباعية والمجتمع الدولي المزعوم من ورائهم. فطال البحث عن خيار لا يبلغ بجهة من هذه الجهات مرحلة عدم القبول به واعتباره امتدادا لما تسميه تلكم الجهات انقلابا على القوى المدنية.
لا أشك عندي في هذا الدافع أبدا ليس لأني أقرأ ما في الغيب وما تخفي النفوس بل لأني لا أعول على مراقبة الأقوال بمقدار ما أعول على مراقبة نسق الأفعال. فهناك فوبيا لدى الجماعة الممسكة بالمقاليد من المجتمع الدولي المزعوم .
ورغم ظروف الحرب وإثقالها وبطولاتها وأمجادها، فأن القادة الحكام الكرام لم يبلغوا بعد إلى درجة النقاهة والإبلال من فوبيا الخارج.
لأجل ذلك لطالما شعر الشعب الذي بذل الغالي والنفيس والكثير والقليل في مؤازرتهم أنه ليس هو من يحظى بالأولوية ولا هو من ينظر إليه أو يسمع له دائما.
إما الدكتور كامل فقد سنحت السوانح لي أن أنظر له وأتعرف إليه عن مقربة منذ سنوات عديدة بلغت عقودا .ولا شك عندي مهما استراب البعض وشكوا في دوافعه لطلب موقع متقدم في الحكم ، أنه رجل وطني و أنا على أقل ما أتذكر أعلم عنه صدقا في خدمة السودان وأفريقيا إبان ترؤوسه.
للوايبو (منظمة الملكية الفكرية) فقد كان يؤثر السودان وأفريقيا برعاية خاصة ظاهرة للأقرب وللأبعد ، مما أثار عليه حفيظة العم سام، فأثار ضده ما أثار من ضباب و ريبة وغيبة مما يثار في الاسافير والأضابير، ولست خائضا في حقيقة وكذب ما أثير فلا احب أكل لحم الأصدقاء ولا الأعداء و لست على وجه الخصوص معتادا على المسارعة في تصديق أقاويل العم سام ولو ساندها بالمسارعين في وده من صحبه وأتباعه وأزلامه من الدول والجماعات و لا تخدعني مهاراته بتكنولوجيا التزوير والتزييف، بل الذي يعنيني الآن أنه بعد كل هذه التضحيات الهائلة من شعبنا والامتحانات العسيرة لصبره وجلده.
أن أرى شفاء عاجلا لكل مبتلى بحب أولاد جون وأولاد سام مما أبتلي به، وأن ينظر الدكتور كامل إلى حال ومراد شعبه قبل أن يجتهد في استعادة مركز السودان في المجتمع الدولي كما كان يقول في كتاباته وتغريداته فذلك إن يكن أقصر طريق لمحبة الخارج فهو أقصر أيضا في فقدان ثقة الشعب الصابر، فليس لبلادنا ولا لغيرها من مقام ولا مركز دولي ولا علاقة صادقة مع المجتمع الإقليمي و الدولي إلا ما يناله أبناؤه قوة واقتدارا وليس بتسول الرضا والمداهنة لهم ودفع العرابين من كد الكادحين لخزائنهم كما فعل ذاك المذكور بغير الشكر والحمد الذي جاء د.كامل خلفا له ولو أشبه السلف الخلف فما أوفى وقد ظلم….دعواتي صادقة لدكتور كامل بالتوفيق والتسديد.
وبأن يكسب لمكانته في ذاكرة الشعب الصدوق ذكرى تخلد أسمه في الأجيال فهذه الأجيال هي أجيال الأبطال وليس التبع الأذلاء ….وأما شعبنا فمنتصر بإذن الله، ولو عجز العاجزون من قبل ومن بعد ،ولو كره الكارهون هنا وهناك فلو أنهم علموا ، فإن الله لا يضيع أجر المحسنين.. والله هو الهادينا وهاديكم لسواء السبيل.
د.إمين حسن عمر
20مايو 2025