مقالات

مشروع مارشال السوداني لصاحبه كميل إدريس

كتب فوزي بشرى المذيع بقناة الجزيرة تحت عنوان “مشروع مارشال السوداني لصاحبه كميل إدريس” قائلا: يقع المشروع/الخطة في مائة وتسع وستين صفحة ضمنها السيد كميل عصارة خبرته (الدولية) ورؤيته المستقبلية للسودان متأسيا – بوصفه خبيرا دوليا- بسابقة في إعادة إعمار أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية نهضت بها الولايات المتحدة تحت ما عرف بمشروع مارشال عام 1948.

 

مقالات ذات صلة

 

 

وكانت وثيقة السيد كميل الإعمارية بمثابة (أوراق اعتماده) لدى البرهان رئيسا للوزراء بعد عرضها عليهم.
وهنا ملاحظتان سريعتان لا يمكن تجاهلهما وهما:

 

يعبر عنوان الوثيقة الإعمارية عن خلو اليد من الابداع المعبر عن جسارة في القول والفعل معا. فقد جاء القول باردا سالكا دربا قديما بالإحالة إلى مشروع مارشال الأمريكي. وهذا إبعاد في النجعة واستلاف كاشف عما تحته من (ذهنية مجترة) استسهلت السير في الطريق المطروقة وتحاشت مغامرة (الفتح) في القول المستلزم جسارة المغامرة في الفعل. وأخيب خيبات السياسي السوداني عندما يسعى إلى تأسيس خطاب يحيل إلى ما هو خارج مورد شعبه في الكلام، وفي المشترك من التجارب.

 

 

أكثر من ثلاثة أرباع الشعب سيسأل من مارشال؟ وما مشروعه؟
وكان يغني السيد كميل عن الشروح لو قال أنا جاي بمشروع اسمه يا أبو مروَّة.. أبو مروَّة تلك كلمة ترن وتحيل وتشيل وتخت في نفس كل سوداني.

 

أما الأمر الثاني فهو أن وثيقة السيد كميل الإعمارية غلب عليها الطابع الوصفي كما تشير إلى ذلك فصول كتاب مشروع مارشال السوداني.

 

 

والوصف هداك الله أولى مطلوبات معالجة الأزمة أي تشخيصها، فإذا قلت إن السودان بلد غني بالموارد فذلك وصف وإذا قلت إن أهله فقراء رغم غناه هنا سيلقاك السؤال: لماذا؟
ولماذا وأخواتها هي مداخل العمل ومحفزات المقاربات الهادفة إلى تغيير البنية المنتجة للفقر في السياسة وفي الاقتصاد.

 

 

هل قدم السيد كميل شيئا على مستوى الأفكار في هذا السبيل؟
وهل السيد مارشال السوداني سيكون طليق اليد في خطته؟
بيد أن السؤال الأهم الذي يتقدم كل ما سبق هو: هل ما يسعى إليه البرهان والسيد كميل في هذه الخطة/ المشروع هو أمر متعلق بمعالجة مشكلات الدولة السودانية في راهن يومها وحربها وسلمها أم هي خطة بعيدة المدى عظيمة الخطر لسنوات كثيرات قادمات فإن كانت الأخيرة فمن فوض البرهان وصاحبه كميل لاجتراح سياسات وخطط استراتيجية ما اجتمع مائة من السودانيين رجالا ونساء ليقولوا إنها زينة ولا شينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى