جبل مون؛ صليعا؛ اوم؛ سربا؛ مناطق يجهلها كثير من السودان وهي تقع في اقاصي شمال غرب الجنينة عاصمة الإقليم الكبير المعروف بدار مساليت ومنذ أمس الأول بدأ يتردد في الإعلام أسماء هذه المناطق بعد أن دخلتها قوات الصحراء التي شقت طريقها من جبال العطرون إلى قلب دارفور لخوض معركة المصير وتحرير الأرض واسترداد كرامة الإنسان الذي تعرض في دار مساليت للسحل والقتل والدفن أحياء في سنة لم تعرفها حروب التاريخ الحديث والقديم أن يدفن انسان حيا في أبشع صورة لانتهاك الحقوق.
وحرب أبطال الصحراء في غرب دارفور هي حرب رد العدوان ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه مثلما اعتدى عليكم ومنح الله شعب غرب دارفور حق الرد على عدوان الجنجويد ومنحهم لهم للقتال لأنهم ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق ولكن جريرتهم انهم مساليت وارنقا ومراريت عقيدتهم الإسلام ووطنهم السودان وسلطانهم سعد بحر الدين وارضهم هي حدود السلطنة التي انضمت للسودان باتفاق محفوظ في دار الوثائق قبل حرقها من قبل إعراب الشتات وليس عربان الشتات كما وصفهم الدكتور الدرديري محمد أحمد.
معركة جبل مون في أقصى شمال غرب دارفور هي بداية لحرب طويلة يخوضها فرسان المشتركة لتحرير الجنينة وكرينك وسربا ومكجر وفوربرنقا وهي معركة لا يخوضها المقاتلين بسنان السلاح وحدها بل يخوضها فرسان القلم والحبر والكيبورد لتطهير أرض السلطان بحر الدين واسترداد القصر السليب ورمزيته التي يقاتل من أجلها الدكتور فضل أحمد عبدالله المفجوع في كبده والموجوع في قلبه لما حدث لأهله في دار اندوكا وهي حرب خاضها عبدالعزيز بركة ساكن منذ أن سقطت الجنينة تحت احذيه الجنجويد المتسخة ورفض بركة ساكن بيع قلمه وضميره الإنساني من أجل دراهم دولة الإمارات ووقف روائي بقيمته الفنية ورمزيته الأدبية مع عشيرته واخر ما كتب بركة ساكن رواية الاشوس التي تحكي عن مأساة انسان السودان مع كائنات لا إنسانية تدعي الجنجويد ولو كتب الله العمر للفيتوري حتى شاهد دفن سكان الجنينة أحياء والتمثيل بجثة الوالي خميس ابكر لبكي الفيتوري وابكي معه شعوب الأرض ولو عاش أحمد الطيب زين العابدين ابن الجنينة لكتب دروب قرماش جديدة غير روايته التي يجسد فيها صراع أهل الظاهر والباطن ولكتب عن صراع الحق والقوة.
الحق مع شعب المساليت في العيش الكريم وان لا يقتلون على الهوية والجنس والقوة عند الجنحويد وصراع الحق والقوة قديما منذ أن جمع الكفار في غزوة أحد الآلاف وانتهت المعركة بانتصار الحق على القوة وهكذا تدور الآن معارك المصير في دارفور بين حق أهل الإقليم في البقاء على قيد الحياة وحقهم في الحرية والاختيار والعيش الكريم وبين جنجويد جاءت بهم أموال الإمارات من تشاد والنيجر وسخرت لهم حفنة من الرجال البلهاء من قوى الحرية والتغير ليعملون في خدمة الجنجويد وهي خدمة فيها الكثير من إراقة ماء الوجه بعد بيع الضمير في سوق النخاسة الرخيص.
ربما يتأخر أو يتقدم تحرير الجنينة دار اندوكا ولكن حتما رجال الصحراء من فرسان المشتركة قادمون نحو نيالا وزالنجي وإذا كان الثعبان السآم يقتل من راسه فإن ثعبان الجنجويد يضرب الان في رأسه في الخرطوم ويضرب قريبا جدا في منتصفه في كردفان ويضرب في( ضنبه) الطويل في دارفور ليموت هذا الثعبان قبل حلول شهر ديسمبر كما قال ووعد الفريق مالك عقار