
متابعات- منتدى السودان- أصدرت منصة القدرات العسكرية السودانية، بيانًا بشأن إستخدام مليشيا الدعم السريع “الذخائر الأميركية” تم تعديلها في قتال البنية التحتية الحضرية “بالخرطوم”
ـ توضح منصة القدرات العسكرية السودانية للرأي المحلي والعالمي وبالأستناد إلى تقرير فني وتحقيقي أؤرخ بتاريخ 30 مايو 2025 عن إستخدام فعلي من طرف مليشيا الدعم السريع لخائر أميركية الصنع من نوع PHOS M8931 40MM Amorphous Phosphorus في مناطق مختلفة في العاصمة الخرطوم ضمن عمليات قتالية عنيفة إستهدفت بيئة حضرية مكتظة بالسكان والمرافق الحيوية وذلك بأستخدام النمط السائد خلال تلك الفترة من الإستخدام وهي “الأسلحة الحارقة” .
ـ ووفقًا لما توصل إليه التحقيق الفني والاستقصائي فإن هذه الذخائر الدخانية التي تحتوي على المحتوى الكيميائي المتمثل في “الفسفور الأحمر الغير متبلور Red Amorphous Phosphorus ” والتي تنتجها شركة American Rheinmetall Munitions، وهي شركة أميركية تابعة لمجموعة Rheinmetall Defense، قد تم توظيفها تكتيكياً كأسلحة حارقة بدمجها مع “انفجارات حرارية ضغطية” عالية الحرارة رغم كونها مصنّفة تقنيًا كذخائر تمويهية دخانية.
إن خطورة هذا الاستخدام تتجلى في النقاط الآتية : –
ـ التحايل على القانون الدولي بحيث قامت المليشيا بدمج هذه الذخائر المحتوية على الفوسفور الأحمر غير المتبلور مع قواذف حرارية ضغطية من نوعRPO-A وRSHG-2 ما أدى إلى تحول المادة إلى فوسفور أبيض واشتعالها ميدانيًا داخل العديد من المباني السكنية التي يتم مهاجمتها وهو تأثير حارق مشابه تمامًا لما تُحدثه الأسلحة المحظورة دوليًا ما يشكل تحايلاً قانونيًا فجًا يهدف إلى تجاوز البروتوكول الثالث لاتفاقية “الأسلحة التقليدية”.
ـ تورط مواد أميركية الصنع في عمليات قتالية داخل مناطق حضرية مكتظة بالسكان بحيث تحمل الذخائر علامات تصنيع وملصقات تخص شركة ARM الأميركية ما يثير تساؤلات خطيرة حول مسارات التوريد وآليات الرقابة “الأمريكية” والجهات الوسيطة التي انتهى بها الأمر إلى تسليح مليشيا تنتهك قواعد الاشتباك والقانون الإنساني الدولي.
ـ التأثير العسكري والأخلاقي الخطير المتمثل في استخدام هذه الذخائر في بيئة حضرية منح مليشيا الدعم السريع تفوقاً نارياً غير متكافئ وفتح الباب أمام سباق “تسلح محكوم” بثغرات التصنيف القانوني ما يُعد تهديدًا مباشرًا لسلامة المدنيين ولمبدأ التمييز والقيود المفروضة على إستخدام الأسلحة.
ـ أثر عملية الدمج الحراري بين الفوسفور الأحمر والقواذف الحرارية الضغطية زاد من خطورة هذه الذخائر “أمريكية الصنع”وذلك بدمجها المتعمد مع تأثيرات القواذف الحرارية الضغطية والتي تولّد درجات حرارة تتجاوز 2000 درجة مئوية وهي ما تكفي لتحويل الفوسفور الأحمر من مادة غير حارقة إلى “فوسفور أبيض” نشط وسام, تؤدي هذه الحرارة العالية إلى تغير بنية الفوسفور الكيميائية الآمنة إلى الحارقة ما يعني أنه قد تم تعمد إفقاد المادة خصائصها الآمنة والدخانية وتحويلها إلى مادة شديدة الاشتعال بحيث تتفاعل بعنف مع “الأكسجين” وتطلق نيرانًا كثيفة ودخانًا خانقًا وعن طريق هذا الأسلوب الغير “معهود” يتم التحايل على التصنيف الفني للذخائر من طرف المليشيا وباستخدام “الذخائر الأمريكية” لتحقيق أثر الفوسفور الأبيض دون إدخاله مباشرة في التكوين مما يضاعف الأثر التدميري ويمنح المليشيا وشركائها هامشًا “قانونيًا” زائفًا للتمويه والتملص من المحاسبة الدولية .
ـ تؤكد منصة القدرات العسكرية السودانية أن هذا النمط من الاستخدام المُمنهج لذخائر معدّلة الأثر والذي جمع بين الحرق الميداني والتلاعب القانوني يُعد “جريمة حرب” متكاملة الأركان فقد جمع بين السلوك الإجرامي في استهداف المدنيين والمرافق الحيوية وبين الاحتيال التقني على الاتفاقيات الدولية من خلال استغلال “ثغرات التصنيف” الكيميائي للأسلحة وتحويل مواد غير قاتلة إلى أدوات قتل جماعي.
ـ إن ما حدث في مناطق الخرطوم المختلفة لا يُمثل فقط اعتداء على القيم الإنسانية بل سابقة خطيرة في استغلال “العلم العسكري” لتضليل القانون الدولي وتمرير فظائع ميدانية تحت ستار تقني زائف.