
كتب عبد الماجد عبدالحميد قائلا: قبل معارك حرب الكرامة، لم تكن أخبار الترقيات والإحالات إلى المعاش في صفوف الجيش السوداني خبرًا يحتل كل مساحة التايم لاين، لكنه اليوم كذلك، بل تصدر قائمة الأخبار الأكثر تداولًا وتحليلًا. وتحليل هذا التحول المهم في علاقة الشعب السوداني بجيشه مرده إلى تنامي محبة وتقدير أهل السودان لجيش بلادهم الذي قدم تضحيات وبطولات أسطورية سيخلدها التاريخ.
■ هذا تحول غاية في الأهمية. صارت قيادات الجيش السوداني بمختلف الرتب نجومًا ساطعة في سماء الشهادة والفداء. خيّم حزن كثيف على ترجل بعضهم، وعلت أهازيج وزغاريد الفرح بترقية آخرين. هذه سنة الحياة وكيمياء العمل والواجب في الجيش السوداني. يعمل الضابط والجندي بكل ما أُوتي من قوة وشجاعة وبسالة، حتى إذا ما جاء وقت ترجله، أدى تحية الواجب الأخير ثم انصرف بعد أن سلم الراية لقادم جديد.
■ هذه هي قافلة الجيش، وهذا هو مسيرها وطريقها منذ عقود. وحدها قيادة الجيش من يملك قرار الترقية والإحالة لتقديرات وتفاصيل تراها وتقدرها مؤسسة الجيش السوداني.
■ توقيت الترقيات والإحالات داخل الجيش يؤكد اطمئنان قيادته على الإنجاز الأسطوري خلال المرحلة التي مضت، وهي المرحلة التي كانت للقيادات العسكرية التي ترجلت سهم وثقه كتاب التاريخ بأحرف من ذهب، وها هو كتاب التاريخ يفتح صفحاته من جديد، إنه على موعد مع بطولات وتضحيات على ذات الطريق.