مقالاتالرئيسية

مطار بورتسودان.. ما رأيته يجبرني تقديم اعتذار

قضيت ثلاث ساعات من يومنا هذا داخل مطار بورتسودان أتاحت لي النظر إلي الصورة الكاملة لما يحدث داخل المطار .. نافذة السودان الوحيدة إلي العالم عبر الطيران.. ما رأيته وسمعته يجبرني على تقديم اعتذار مستحق لإدارة مطار بورتسودان.

 

 

ما رأيته أكد لي أنه (شبه مستحيل) أن تتعرض حقيبة مواطن قادم أو مسافر لسرقة أو تمزيق بسكين أو غيرها من الآلات الحادة .. ومما رأيته اليوم سلامة ودقة إجراءات نقل عفش وحقائب المواطنين من داخل الطائرة مروراً بمدخل الصالة ثم الخروج منها .. هنالك تنسيق محكم بين الأجهزة المعنية بالأمن والسلامة تعمل كلها لتأمين ممتلكات المواطنين .. ومما شاهدته أقول وبالصدق كله ..لا طريقة ولا مكان لأي محاولة مهما بدت صغيرة لإتلاف حقائب المسافرين والقادمين

 

 

الصورة المبهرة حقاً أن العاملين داخل صالة المطار يقدمون نموذجاً سودانياً أصيلاً في التفاني والأمانة والتعاون مع إدارة مطار بورتسودان .. هنالك أمانات بطرف إدارة المطار وجدها العاملون ملقاة داخل صالة ومكاتب المطار.. ساعات ..هواتف ذكية .. طقم ذهب ..ختم ..سلاسل .. دولارات

يقومون بتسليم الأمانات إلي الإدارة ريثما يعود صاحبها .. لم يحدث أن مدّ أحد العمال يده لحقيبة أو عفش مواطن.

 

حقيبة التي تم تمزيقها والعبث بمحتوياتها لم تكن ضمن أمتعة المواطنين التي عبرت صالة فحص وتسليم العفش .. سجلت زيارة لمخازن شركة تاركو التي وعدت بمراجعة خط سير الحقيبة موضوع حديثنا ..
هذا التوضيح بمثابة اعتذار لإدارة مطار بورتسودان ولكل العاملين والذين يؤدون واجبهم في ظروف معقدة

 

بنهاية جولة اليوم داخل مطار بورتسودان وقفت علي الجانب الآخر من الصورة .. مطار بورتسودان الذي بدأ العمل في عام1992 بطائرات تسع 75 راكباً يستقبل اليوم أكثر من 15 رحلة في اليوم تقل ما لا يقل عن 1500 مسافر .. هذا واقع يفرض علي الحكومة الاتحادية تسريع تنفيذ خطتها الحالية لتأهيل مطار بورتسودان ومعالجة مشاكله الطارئة مثل مشاكل المياه والكهرباء التي تدفع إدارة المطار أكثر من 110 مليون جنيه أسبوعياً(110 مليار) لمقابلة تكلفة الوقود لتشغيل مولدات الكهرباء.

 

بيئة مطار بورتسودان بائسة .. الأوساخ في كل زاوية من زوايا المطار .. أخيراً تم التوصل إلي تفاهم مع صبية وعمال عجلات الترولي .. تفاهم سيتم بموجبه استبدال العجلات الحالية( مظهرها مؤسف بحق) بعجلات جديدة مع توحيد الزي لكل العاملين داخل الصالة وخارجها.

 

هذه ليست المرة الأولي التي تتم فيها إثارة موضوع طفح الحمامات في المطار .. سبق أن زار الفريق مالك عقار مطار الخرطوم بعد أن طالع شكوي بطفح في الحمامات.. تقول إدارة المطار إن مشاكل الطفح تعود إلي عدة أسباب يتداخل فيها الإداري بالسلوكي .. نقول نعم .. لكن هذا لا يعفي إدارة المطار .. لا خيار غير معالجة تردي الحمامات .. بعض القصور يصعب تعليل أسبابه.. أو قبولها

 

سنعود للحديث عن قضية غاية في الأهمية تتعلق بتمزيق حقائب المسافرين وسرقة محتوياتها .. ننتظر حتي تكمل شركة تاركو تحقيقاتها في القضية موضوع حديثنا ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى