مقالات

عودوا

كتب محمد حامد جمعة المستشار الثقافي بسفارة السودان في إثيوبيا، مقالات تحت عنوان “عودوا” بعد رحلة قام بها من أمدرمان إلى الخرطوم، حيث كتب: تنازعتني أثناء عبوري كوبري النيل الأبيض من أمدرمان وأنا أستقبل الحدائق والهيلتون ومسجد الشهيد مشاعر عصيبة .شعرت برغبة في البكاء . حاصرني صمت ضج حولي بأرواح عشرات من الشباب الشهداء.

 

 

 

المنظر يشير إلى أن هذه السانحة التي جعلت نقلي لهذه الأسطر فوق متاح صحفي يكتب مشاهدات . أو شاهد معاصر يدون ملاحظات على جدران . كانت كل زاوية وبوصة ومتر مشروع قصة . المكان رغم بعض الحرائق وآثار مخلفات المعارك برزت فيه ظاهرة غريبة.

 

 

غطاء نباتي تكاثر بشدة . ظاهرة تحول المدينة العتيقة إلى غابة في طور النمو لاحظتها في الأحياء . غطاء من النباتات والأشجار قام وتمدد . كأن الله يشير إلى إحياء من تحت موات الحرب .وأن الخضرة ملمح لوجه حسن يشرف بالمستقبل أو هكذا قدرت.

 

كنت كل ثانية اهم بطلب مرافقي أن يترفق بالسير .وددت صادقا أن أتوقف لقراءة الفاتحة والترحم على شهداء اعرفهم أو لا أعرفهم .ثم صرفت الخاطرة وأسررت صنيعي قولا ودعاء في نفسي .تلاه قلبي قبل شفتي الهامسة.

2

سرت من شارع الغابة .تلاشت تماما تلك المدينة الحرفية التي كانت تلزم المسار الغربي . حرفيي الأعمال اليدوية وتلك المعدات التي كانت هناك .صارت حتى أثارهم على إختفاء . حينما بلغت (القوز) لاحظت كثافة للمواطنين . نظرة عابرة تلمح فيها على محيا الناس التقاء نقيض الهزال والضعف البين .بعافية الإحساس بالأمن وأنهم في حرز الله والجيش . بسمات وضيئة حملت ثرثرات عابرة مع بعض من توقفت عندهم . نبهني أحدهم أن غالب الذين يتحدثون معي قدموا من (الكلاكلة) للبحث عن مواد غذائية أو خبز . انتبهت إلى أن الفرن العامل واحد وصفه طويل

 

 

أخبرني أحدهم أنه يأت راجلا من الكلاكلة وسيعود . كان بحديثهم بعض العشم أن ننقل عنهم لمن يلي أمر الناس . شعرت بغضب يلاحق انفاسي فيزيدها عدوا إلى الغيظ اللاهث .كنت استفسر نفسي ما الذي يمنع أن تدخل شحنات من الخضار واللحوم والأغذية كبذل عطاء أو حتى تجارة ميسرة . أحدهم قال لي (بحقنا ما لاقين في الكلاكلات حاجة)

 

 

ولذا أناشد المؤسسة العسكرية التعاونية أن تتولى تلبية هذه المناشدات . ورغم ظرف الحرب تحضرني ملاحظة معبرة . يبدو أن الناس لا حماس لهم للصدقات و(ملاوي الدقيق) أظن أن التطبيع العاجل بفتح كل تلك العوائق ومقيدات التقديرات المانعة لإحياء الأسواق من القوز إلى جبل الأولياء .بعدها الناس سيدبرون أحوالهم

3

في منطقة الشجرة .تبدو الأوضاع أفضل كثيرا . عدد الناس وحركتهم أوضح بالطريق من سكان المنطقة أو ربما لكونها عبور بين الشمال والجنوب . يد ماهرة ومباركة أعتقد من القوات المسلحة لملمت كثير من الآثار والفوضى بالطريق العام . وتبدو من هناك الطرق مسلوكة وآمنة للغاية للجنوب نحو الكلاكلات وأبو ادم والعزوزاب أو الديوم .

 

 

شرقا . هناك وبعد ابو حمامة والى باشدار ذهابا تجاه حجازي عبورا للإمتداد تبدو الحاجة عاجلة لعودة الشباب . وإن كنت أعتقد أن الامتداد أفضل .

 

 

الصامدون في تلك الأحياء من المواطنين يستحقون تكريما بأرفع الانواط . قصوا علي ما يشيب الرأس . كانوا كأنهم الان يولدون رغم أن الظرف والحرب أضاف لاي شخص قد تعرفه من عشرة إلى عشرة أخرى على عمره

4

خلاصتي . الناس تعود وترجع خاصة الشباب . أو من يرغب كأسرة . لأسباب عديدها أهما طرد الوحشة . وترتيب إستعادة الحياة . حراك الحياة ييسر خدمات كبيرة . لاني عندما عدت لأمدرمان وقفت مصادفة في محطة كان المنادي يصيح بحري بحري . ويتخير اسماء مناطق وأحياء عديدة . فالذهاب الان من امدرمان إلى بحري بالمواصلات سهل ومفتوح وهكذا تتكامل الأمكنة . عودوا فما ستلقون وتواجهون لن يكون قط أصعب مما حدث . ستكون هناك معاناة لكنها أسهل مقارنة بالفواتير السابقة . وكل عام وأنتم بخير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى