الرئيسيةمقالات

مشاهدات وشواهد.. من أمدرمان إلى شرق السودان

رصد- عايدة سعد

أذكر أنّ أستاذ حسين خوجلي كان يتضجر جدًا عندما يجدنا جالسين على المكاتب ونكتب مادة صحفية، فيصيح بنا “أنتو ما هيكل عشان تكتبوا من المكتب اذهبوا للناس وخالطوهم وونسوهم ويكرر بقوله: ما داير صحافة مكاتب.. أي أن تتابع الحدث وانت جالس على مكتبك.

 

 

 

ودائما ما يحثنا على الخروج والاتيان بمادة حية تلامس قضايا ومواجع المواطن … وكثيرا ما يقول لنا اذهبوا إلى الشارع وتلمسوا هموم الناس اجلسوا مع صاحب الخضار وخففوا على صاحب الورنيش والبقال، قامت حرب الخرطوم وكنت امني نفسي ان اري الخرطوم بعد الحرب وان اطوف بشوراعها لاروي كشاهد عصر، على ما حدث بالعين المجردة بعيدا عن نقل الوسائط…وسبحان الله قد تحقق لي ذلك خلال الأسبوع الماضي ،حيث سافرت لمناسبة اجتماعية، مررت عبرها بعدد من الولايات.. بدا من امدرمان مرورا بكبري الحلفايا.. وشارع القيادة والمطار، وصولا لشارع مدني بعد دحر الجنجويد منها. ثم العودة عبر عطبرة ثم شندي مرورا بمصفاة الجيلي والخوجلاب وابوحليمة التي لم تسلم من الحرق للعربات على امتداد هذا الشارع

 

 

 

بحري مشاهد ما بعد الحرب:

كمية الرصاص المصبوب على المباني ينبأ كل من يراه بان معركة حامية الوطيس قد شهدتها تلك المنطقة… وعلى امتداد شارع الحلفايا وشارع الإنقاذ مظاهر الدمار شبه الكامل طالت كل البنايات السكنية والتجارية فلم ينجو مبني من الدمار المؤسس لمليشيا ال دقلو الإماراتية.

 

 

 

عودة النازحين:

مظاهر عودة الحياة للخرطوم بحري من حيث الأمان و على طول مرور البص تشهد بحري امانا كبيرا ورغم ذلك هناك ضعف في حركة المواطنين، ما زالت البيوت تنتظر ساكنيها املا في العودة إلى ديارهم ليعمروها

 

 

القيادة صمود وريادة

قطعنا الكبري الحديدي ونزلنا النفق… مررنا بالقيادة العامة الجيش ..قصة صمود تحكيها لنا الصورة فقط …لأن القوي الغاشمة قضت على كل ملامح العمران في تلك المنطقة….فكل المباني التي تقع قبالة القيادة العامة تم تدميرها بالكامل بحثا عن الديمقراطية.

 

 

 

ومن القيادة طلعنا شارع المطار مكان الدمار وكأن هؤلاء الرعاع ينتقمون لنقص في انفسهم… لأن ما لحق بالمؤسسات على امتداد هذا الشارع يؤكد أنه واجه عدوان بربري ممنهج …بدءا من مبني المخابرات العامة والمركز الطبي الحديث وصولا لنادي الضباط الذي تساوي مع الأرض رغم حداثة بناؤه ،لجهة أنه تحت التشطيب عندما قامت الحرب.

 

إلى حد ما مباني شارع المطار غير متضرره ضرر كلي وتحتاج إلى ترميم بسيط عدا مستشفى الأطباء وما جاوره من بنايات…تم تدميره تدمير كامل، من عفراء وحتي شارع عبيد ختم….لم تسلم المباني على طول هذا الطريق من الدمار شبه الكامل ،مظاهر الحريق والدمار الكلي طالت كل ما هو مؤسس على امتداد الطريق.

 

 

 

ومن عبيد ختم حتي سوبا بدأت اثار الدمار تقل جزئيا…وصولاً إلى طريق الخرطوم مدني الذي هو الاخر يحتفظ بملامحه القديمة، رغم وجود بعض السيارات المحروقة بين كل حين واخر

 

 

 

مشاهد الحرب في الخرطوم تؤكد ان القوات المسلحة السودانية قد خاضت حرب ضروس ، تعد من اصعب حرب المدن على امتداد تاريخها ،الذي واجهت فيه حروب على اطراف البلاد ،بدءا من حرب الجنوب خلال الخمسين عاما الماضية ثم حرب دافور ثم حرب الوسط التي تجري رحاها الان على مشارف كردفان ودارفور بعد تامين وسط السودان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى