
نشر موقع ميدل إيست آي تقريرًا بعنوان: “خليفة حفتر يخطط لزيارة تركيا مع تحسن العلاقات” تحدث عن التحولات الأخيرة في العلاقات بين تركيا وخليفة حفتر، حيث يبرز الدور البارز لنجله صدام في توسيع شبكة التحالفات، وزياراته المتكررة إلى أنقرة والدوحة، إضافة إلى لقاءاته مع مسؤولين عسكريين أتراك. كما يشير التقرير إلى رسو السفينة الحربية التركية “TCG كيناليادا” في بنغازي وزيارة حفتر لها، بما يعكس تقارباً متزايداً بين الجانبين تحت شعار “ليبيا واحدة، جيش واحد”. كذلك يتناول التقرير احتمالية زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بنغازي إذا اتخذت الحكومة الشرقية خطوات إيجابية.
خطط خليفة حفتر لزيارة تركيا مع تحسن العلاقات
يخطط الرجل القوي في شرق ليبيا، خليفة حفتر، لزيارة تركيا في وقت لاحق من هذا الشهر بعد تحسن علاقاته مع أنقرة خلال العام الماضي، وذلك بحسب مصادر تركية وليبية ومصرية مطلعة تحدثت إلى موقع ميدل إيست آي.
حفتر هو قائد ما يُعرف بالقوات المسلحة العربية الليبية (LAAF)، التي تسيطر على بنغازي، ثاني أكبر مدن البلاد. الأسبوع الماضي، استضاف حفتر رئيس جهاز الاستخبارات التركي إبراهيم قالن، في أول تواصل رفيع المستوى بين الجانبين.
وقالت ثلاثة مصادر لـ ميدل إيست آي إن قالن خلال زيارته وجّه دعوة لحفتر للسفر إلى تركيا كخطوة رمزية تعكس تحسن العلاقات. وقد وافق حفتر من حيث المبدأ على الزيارة في وقت لاحق من سبتمبر، رغم أن التاريخ الدقيق قد يتأجل تبعاً للتطورات الميدانية، التي ما زالت متقلبة.
ويُعد هذا التقارب ذا دلالة خاصة بالنظر إلى أن تركيا كانت قد دعمت خصوم حفتر في طرابلس خلال السنوات الماضية. ففي عام 2019، شنّ حفتر هجوماً على الإدارة الليبية في الغرب، التي كانت تُعرف آنذاك بحكومة الوفاق الوطني.
نشرت أنقرة قوات خاصة ومقاتلين سوريين وفرقاطات وأسلحة ثقيلة للدفاع عن طرابلس في مواجهة قوات حفتر، التي كانت مدعومة بطائرات مسيّرة إماراتية إضافة إلى مرتزقة فاغنر الروس.
وبدعم تركي، نجحت حكومة الوفاق الوطني في صد الهجوم على العاصمة، وتم لاحقاً تثبيت خط جبهة هش بين السلطتين المتنافستين عند سرت، التي ما زالت تحت سيطرة حفتر.
تأتي هذه الاتصالات رفيعة المستوى الآن بينما تضغط تركيا على البرلمان المتمركز في طبرق والموالي لحفتر للمصادقة على اتفاق ترسيم الحدود البحرية لعام 2019، الموقَّع مع حكومة الوحدة الوطنية (GNU)، وهي إدارة معترف بها من الأمم المتحدة خلفت حكومة الوفاق الوطني.
وكان ميدل إيست آي قد ذكر في وقت سابق أن اليونان ومصر ضغطتا على حفتر لعدم الموافقة على الاتفاق.
لطالما كانت هناك خلافات بين اليونان وتركيا حول المطالب البحرية المتنافسة في البحر المتوسط. ففي عام 2020، وقّعت اليونان ومصر اتفاقاً بحرياً خاصاً بهما لمواجهة الاتفاق الذي وقعته تركيا مع حكومة طرابلس.
وكشف ميدل إيست آي أن مصر طلبت من مبعوث الولايات المتحدة إلى إفريقيا مسعد بولص دفع حفتر لرفض التصديق على الاتفاق مع تركيا في وقت سابق من هذا الصيف.
وفي الأسابيع التالية، واصلت القاهرة الضغط على حفتر لعدم دعم الاتفاق، والذي قال مسؤول مصري لـ ميدل إيست آي إنه يبدو أنه يتعارض مع المنطقة البحرية التي حددتها القاهرة مع اليونان في 2020.
وقد لعب صدام حفتر، نجل خليفة حفتر وذراعه اليمنى، دوراً رئيسياً في توسيع علاقات العائلة خارج إطار داعميها التقليديين، الإمارات ومصر.
وقال مصدر ليبي مطلع على المباحثات: “الزيارة تعكس جهود صدام لتوسيع شبكة حلفاء حفتر، بما في ذلك لقاءاته السابقة مع مسؤولين قطريين”.
في العام الماضي، حضر صدام حفتر معرض الدفاع الدولي IDEF في تركيا، حيث التقى بوزير الدفاع التركي ومسؤولين آخرين. كما زار قطر في وقت سابق من هذا العام لمناقشة استثمارات في شرق ليبيا.
وفي أبريل، سافر صدام إلى أنقرة لإجراء محادثات مع وزير الدفاع وقادة عسكريين أتراك كبار. وفي وقت سابق من هذا العام، تمت ترقيته ليصبح نائب قائد القوات المسلحة العربية الليبية (LAAF) وتعيينه خليفةً لوالده.
وخلال زيارة قالن إلى بنغازي، رست السفينة الحربية التركية “TCG كيناليادا” في ميناء المدينة.
كما اجتمع وفد عسكري تركي برئاسة اللواء إلكاي ألتنداغ مع صدام حفتر لمناقشة تعزيز التعاون العسكري والبحري وتبادل الخبرات الفنية تحت شعار “ليبيا واحدة، جيش واحد”.
وفي زيارة متبادلة، صعد خليفة حفتر على متن السفينة، مؤكداً على “الروابط التاريخية العميقة بين القوات البحرية الليبية والتركية”.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان يوم الجمعة إنه قد يزور هو الآخر بنغازي في الأشهر المقبلة، وذلك اعتماداً على اتخاذ الحكومة الليبية الشرقية بعض الخطوات في الاتجاه الإيجابي، دون أن يفصح عن تفاصيل توقعات أنقرة.