
نيويورك – منتدى السودان
قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن العاملين في المجال الإنساني ينسقون الاستجابة للانهيار الأرضي المدمر الذي ضرب قرية ترسين في ولاية جنوب دارفور الأحد الماضي بعد أيام من هطول أمطار غزيرة.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي اليوم الخميس، قال إنه “لم يتم التحقق بعد من عدد القتلى، حيث إن هطول الأمطار الغزيرة المستمر والتضاريس الوعرة تجعل من الصعب للغاية الوصول إلى المجتمعات المتضررة”.
ونقل عن المنظمة الدولية للهجرة أن ما يقدر بنحو 150 شخصا نزحوا من تارسين وقرى مجاورة، حيث لجأت العائلات الآن إلى المجتمعات المجاورة.
وأفاد بأنه في الوقت الذي يضع فيه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وشركاء الأمم المتحدة اللمسات النهائية على بعثة مشتركة بين الوكالات للاستجابة الطارئة والتقييم، توجهت فرق تضم ما يقرب من 12 منظمة غير حكومية محلية ودولية ووكالة أممية إلى الموقع. وبسبب وعورة الطرق، سافرت الفرق في جزء من الرحلة على ظهور الحمير.
وأضاف دوجاريك أن مهمة تلك الفرق ركزت على التحقق من عدد الأشخاص المتضررين، بالإضافة إلى تقييم الاحتياجات العاجلة والاستجابة لها، وحملوا معهم إمدادات أساسية لما يصل إلى 750 شخصا، بما في ذلك مجموعات طبية ودعم غذائي وحصص غذائية ومواد غير غذائية وإمدادات أساسية أخرى.
الاستعداد لإرسال المزيد
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة إنه تم نشر عيادات صحية متنقلة وفرق طبية طارئة لتقديم الرعاية الفورية على الأرض. وأضاف أن الاستجابة تستهدف الناجين في ترسين والقرى المجاورة التي تأثرت بالكارثة.
وستوجه نتائج التقييم عملية توسيع نطاق المساعدة حيث تستعد وكالات الأمم المتحدة لإرسال مزيد من الإمدادات لتلبية الاحتياجات الإضافية.
وأوضح أن جهود الاستجابة تم التنسيق لها مع شركاء تم تحضيرهم في قولو بوسط دارفور، وطويلة شمال دارفور، مضيفا أن المجتمعات المحلية كانت أول المستجيبين وظلت محورية لأي جهد للمساعدة، بينما يعمل الشركاء في المجال الإنساني على استكمال أعمالهم وتقديم المساعدة المنقذة للحياة.
عنف وفيضانات في الفاشر
في غضون ذلك، حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أن الوضع في الفاشر في شمال دارفور يتدهور وسط تصاعد العنف، فضلا عن الفيضانات.
ونقل عن مصادر محلية أن نيران المدفعية الثقيلة قتلت العشرات من المدنيين في الأيام الأخيرة.
وأضاف أن الوصول الإنساني لا يزال معرقَلا، فيما تواجه النساء والفتيات مخاطر جسيمة تتعلق بالحماية، بما في ذلك العنف الجنسي.
وحذر من أن ما يزيد من تفاقم الأزمة في المنطقة، الأمطار الغزيرة والفيضانات التي أدت إلى نزوح 350 شخصا في بلدة كورما يوم الاثنين الماضي، مع تدمير المراحيض في موقع للنزوح.
وأفاد مكتب أوتشا بأنه في الأيام الأخيرة، أثرت الفيضانات في مخيمي زمزم وأبو شوك على 4300 نازح، ودمرت 900 خيمة، وألحقت أضرارا بـ 2300 منزل، بحسب شركاء محليين.
استمرار تفشي الكوليرا
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن تفشي الكوليرا يستمر حيث تم تسجيل ما يقرب من 8000 حالة في شمال دارفور وأكثر من 3800 حالة في جنوب دارفور منذ مايو الماضي.
وأضاف أن تفشي المرض تفاقم بسبب سوء التغذية الحاد، الذي تضاعف في شمال دارفور خلال العام الماضي، مما جعل الأطفال معرضين للخطر بشكل خاص.
وأكد مكتب أوتشا أنه وشركاء الأمم المتحدة يدعمون الاستجابة لتفشي المرض من خلال توفير المياه النظيفة والخدمات الصحية وتنفيذ حملات التطعيم ضد الكوليرا، رغم التحديات اللوجستية