
بقلم – أمل طه- تحت عنوان “السيول تعيد مأساة العام الماضي بمنطقة تنقسي في محلية الدبة” قائلة: تكرر المشهد المؤلم هذا العام في منطقتي سلب وأبوعجاج وتنقسي حيث تمكنت السيول من كسر الطريق القومي (الظلط) قبالة سلب محدثة فتحة كبيرة بسبب خريف العام السابق لا يتوقعها العقل لتعيد للأذهان نفس المعاناة التي عاشها المواطنون في العام الماضي.
منذ ذلك الحين ظل المواطنون يلاحقون الجهات ذات الصلة خوفًا من تكرار الكارثة لكن الاستجابة لم تكن بالحجم المطلوب ولم تُتخذ التدابير الوقائية إلا عند اقتراب موسم الخريف وبصورة محدودة لا تكفي لدرء الخطر، ومع أول هطول للأمطار هذا الموسم عادت المأساة بذات التفاصيل.
وبرغم أن الأقدار جنّبت المنطقة خسائر في الأرواح إلا أن الخسائر المادية والمعيشية كانت فادحة حيث تضررت مساحات زراعية واسعة وفقد عدد كبير من المزارعين محاصيلهم وهو ما يضاعف معاناة الأسر التي تعتمد بشكل مباشر على الزراعة كمصدر رزق.
وقد تحدث إلينا بعض المواطنين عن حجم المشقة التي يواجهونها أثناء التنقل بجانب الخوف الدائم من انهيار الطريق وانقطاع الصلة بمدينة الدبة مؤكدين أن صبرهم على هذه الأزمة طال وأن الحلول الجزئية لم تعد تجدي.
إن ما يحدث يتجاوز إمكانيات المجتمع المحلي وحده ويتطلب تدخلاً سريعًا ومباشرًا من كل الجهات ذات الصلة وعلى رأسها وزارة الطرق والجسور باعتبار أن معالجة الطرق وصيانتها من صميم اختصاصها والمسؤولية تقع عليها في حماية الطريق القومي الحيوي إضافة إلى السلطات الولائية والمحلية للتنسيق والإشراف الميداني وتسهيل التدخلات الفنية فضلاً عن المجتمع المحلي عبر المساهمة في الجهد الشعبي والمبادرات المجتمعية لدعم الحلول العملية.
إن المطلوب الآن ليس حلولاً مؤقتة بل معالجة جذرية تشمل إنشاء مصارف ومجاري مائية منظمة لتصريف السيول وتدعيم الطريق القومي في النقاط الضعيفة ووضع خطة استباقية قبل موسم الخريف لتفادي تكرار الكارثة.
إن استمرار هذه الأزمة لعامين متتاليين يضع علامات استفهام كبيرة حول غياب التخطيط المسبق ويؤكد أن معالجة الأمر لم يعد خيارًا بل ضرورة وطنية ملحّة لأن الطريق القومي شريان حياة يربط المنطقة بمدينة الدبة وما بعدها.