مقالات

إبراهيم عربي يكتب.. كباشي… جدول زمني لتنفيذ مخرجات جدة

كثرت الفبركات وتعددت وتباينت التصريحات بشأن إجتماعات جنيف في مواقع التواصل الإجتماعي لا سيما بشأن إستجابة الحكومة أو الجيش ، وبعضها قالت أن الجيش أرسل وفدا إلي جنيف لمناقشة كيفية تتفيذ مخرجات إعلان جدة مع الوفد السعودي والأمريكي.

 

علي كل ربما المقصود منها خلق ربكة وسط المكونات المختلفة وقد أعلنت عن وقفات شعبية اليوم الأحد 18 أغسطس 2024 بداخل ولايات السودان المختلفة ، والجاليات بالخارج أمام قنصليات وسفارات الإمارات وأمريكا دعماً للقوات المسلحة في موقفها ، رفضا للتفاوض بجنيف وتندد رفضا للتدخلات الإمريكية في الشأن السوداني.

 

من الواضح أن المبعوث الخاص الأمريكي توماس بريللو نفسه أصبح مصدرا لبعض هذه التصريحات المربكة ، أحيانا يصرح بأن معبر أدرى مفتوح وأن الشاحنات بدت تحمل منه المساعدات الإنسانية ، وأحيانا يقول (لا نعترف بأي شرعية سياسية لقوات الدعم السريع ، وإن كون حكومة في مناطق سيطرته فلن نعترف بها ولكن الواقع يكذب ذلك.

 

ويبدو أن توماس بريللو بدأ يمارس وظيفته الرئيسة التي عمل بها طويلا في (السي أي إيه) وليس كما جاء السودان مبعوثا، ولذلك قصد أن يلعب علي زعزعة الثقة بين الجيش وقياداته ليقول دعونا الطرفين العسكريين المتقاتلين بدون إعطاء أي شرعية سياسية لأي منهما حسب قانون جنيف ..!، وأحيانا يقول إنهم في جنيف علي تواصل يومي مع الجيش.

 

فمن الواضح جدا أن الحكومة الأمريكية تتحايل وتراوغ لترويض الجيش ، ولذلك جاءت إتهامات نائب القائد العام للجيش الجنرال شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة متهما إياها بالمراوغة ، غير أن الواقع يؤكد ألا خلاف ولا شيئ تحت الطاولة بين الجيش وقياداته في مجلس السيادة والحكومة ، فالجميع متفقون ألا بديل لجدة إلا جدة.

 

وبالتالي قال كباشي (لن نقبل سلاما لا يحقق مطالب السودانيين ..!) ، وقطع بإن الحكومة لن تذهب إلى جنيف لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع إلا لوضع جدول زمني لتنفيذ (إعلان جدة) لحماية المدنيين، وأضاف لن تستطيع أي جهة أن تملي علينا ما تريده.

 

بينما نفي رئيس مجلس السيادة الجنرال البرهان بشدة أي تراجع عن تنفيذ إعلان جدة القاضي بخروج المليشيا من الأعيان المدنية ومنازل المواطنين في الخرطوم والجزيرة وسنار وحتى الجنينة ، أو قبولهم لأي دور عسكري أو سياسي لمليشيا الدعم السريع المتمردة.

 

ولكن يبدو أن الحكومة بدأت تخرج التسريبات التي تؤكد وتثبت تورط الإمارات في الحرب في السودان ودعمها لقوات الدعم السريع في تمرده ضد الجيش ، حيث كشف البرهان لأول مرة للزملاء الصحفيين الزائرين من مصر ، عن رصدهم مكالمة في مارس قبل الحرب ، بين حميدتي وضباط إماراتيين كانوا في السودان ، يقول لهم حميدتي (ليه ما جيتوا ودعتوني قبل السفر ..؟!، فردوا عليه (سنأتي إليك بعد أسابيع في القصر الجمهوري لنهنئك بالرئاسة.

 

كما كشف أيضا عن ضبطهم وثائق تكشف أن عبد الرحيم دقلو كان يشرف على تنظيم قوات العطاوة للترتيب للحرب ووثائق أخرى عن خطتهم لاستمرار الدعم السريع قوة موازية للجيش ثم بديلاً له لذا كانوا يطالبون بدمجه بعد عشرين عاماً ، تماما كما كشفت تسريبات بين (حميدتي وسلك وعرمان) عن إتفاق بين قحت وحميدتي علي الانقلاب ، وبالتالي جميعها تعزز تمسك الحكومة بتنفيذ إعلان جدة وفقا لما ذهب بشأنه كباشي جدول زمني محدد.

 

الرادار .. الأحد 18 أغسطس 2024 .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى