الرئيسيةقضايا ومجتمع

رأس الجسر.. يوم تغير فيه النهر.. خيط الأمل ودبابة النقيب بابكر صديق

رأس الجسر.. يوم تغير فيه النهر.. خيط الأمل ودبابة النقيب بابكر صديق

في صبيحة يوم 26 سبتمبر شن العدو هجوماً شاملاً على كبري السلاح الطبي الذي يدافع عنه ما تبقى من فريق القتال وفي تلك الأثناء، حاولت “قوة العرين”، وقوامها 60 فرداً، والتي عبرت ليلاً بالزوارق، للوصول إلى كبري الفتيحاب، إلا أن هجوم العدو حال دون ذلك حاولت قيادة المتحرك دفع فصيلة ثم سرية مشاة لتعزيز القوة المحاصرة، لكنهم تعرضوا لخسائر بسبب استهداف المليشيا القوات بواسطة صواريخ الكورنيت عند عبورهم الكبرى بعد هذه الحوادث المؤسفة، انقطع الأمل في إسناد قوة فريق القتال، وتُرك الأمر لله وحده في تقرير مصيرهم.

 

 

 

بعد تأكد العدو من عدم وصول أي تعزيزات، اتخذ قراراً بتدوين منطقة المقرن بكثافة ليجبر القوة المحاصرة على الاحتماء تحت الكبرى ليتمكن مشاته من اقتحام الموقع لكن قيادة فريق القتال كانت قد حسبت هذا المسلك تم نشر ما تبقى من الأتيام في مسافات قريبة جداً من العدو، وهو تكتيك قتالي ضليع ما يعرف بـ “معانقة العدو” لتجنب تأثير القصف وإجبار العدو على الاشتباك المباشر كانت الخطة إن حاول العدو الانسحاب سنتقدم نحو المباني (بترودار، وزارة الاستثمار) لنحتمي من قصفه وإن حاول المواجهة بقواته الراجلة، سيتعرض لخسائر فادحة.

 

جو من الضحك والمرح

كان الموقف يتأرجح بين كر وفر وفي غمرة هذه المعارك، انضمت “قوة العرين” إلى فريق القتال، مما قلل الضغط على القوة التي كانت تتحرك باستمرار لسد الثغرات بدأت الإصابات تتزايد، ومخزون الإسعافات الأولية ينضب للقوات التي تعرضت للحصار في منطقة المقرن وهنا، تجلت الروح السودانية الأصيلة بدأ الضباط والحكمدارات في نشر جو من الضحك والمرح لتهوين الموقف على رجالهم، محولين الجحيم إلى مسرح للسخرية لتخفيف الأعباء والأحمال

 

 

الفصل السادس : خيط الأمل ودبابة النقيب بابكر صديق

في مساء يوم 26 اتفق الرائد جمال النضيف والعقيد هيثم قائد قوة العرين على التقدم نحو وزارة الاستثمار كُلف النقيب منتصر باختيار تيم من “تيم العزل” مضافاً لهم الرقيب/ حسن الشهير بحسن فدائي وذلك بغرض التخلص من مدرعة وعربة قتالية ومن ثم إخطار القوات لتتقدم حركت القوة واشتبكت مع العدو، لكن آلياته انسحبت نحو قاعة الصداقة وأصيب الرقيب حسن وكسرت ساقه.

 

 

تحرك النقيب الفاضل بثلاثة أفراد لدعمهم لكن العدو تحصن في المباني المجاورة للوزارة (فندق الكورال، برج بترودار) وأمطرهم بنيران كثيفة لمنع وصولهم للقوات المحاصرة في الوزارة وعند الرابعة والنصف صباحاً، اعتلى قناصة العدو الطوابق وازدادت الإصابات، فقررت القيادة الميدانية إنشاء تحصينات وتثبيت الموقف العسكري.

 

 

لستم وحدكم

في صباح اليوم الثالث ومع اشتداد القصف واستخدام مكثف من جانب العدو للطائرات المسيرة التي تستخدم الذخائر الحرارية الباريكية الصربية TB-120MM جاء الأمل من الضفة الأخرى تدخل النقيب بابكر صديق بدبابته من أمدرمان وبدأ في دك مباني المقرن التي يتحرك فيها العدو بلا هوادة محدثاً رعباً حقيقياً في صفوف العدو ورغم أن دبابته تعرضت للإعطاب بصورة جزئية وأصيب هو نفسه، إلا أن تدخله البطولي أرسل رسالة للقوة المحاصرة “لستم وحدكم”.

 

عبور الجسر تحت نيران القناصة

في عصر اليوم الرابع ومع تفاقم حالة المصابين وانقطاع الأمل، كاد اليأس أن يتسلل قررت مجموعة من الضباط وضباط الصف عبور كبري السلاح الطبي والانسحاب لكن بعد شد وجذب أقنعهم النقيب منتصر بالبقاء حتى الليل وتبرع النقيب الفاضل سعيد بالقيام بمهمة انتحارية عبور الجسر تحت نيران القناصة رغم المخاطر المحدقة لإحضار عربة لاندكروزر لإخلاء الجرحى لقد نجح في عملية إمداد بطولية والتي كانت تبدو مستحيلة وعاد بالعربة محملة بوجبات طوارئ وذخائر وإسعافات أولية لم تكن مجرد عربة كانت شريان حياة جديد بعث من وسط النيران والركام، وخيط أمل أكد لقيادة المتحرك في أمدرمان أن هناك قوة أسطورية ما زالت صامدة وتحافظ على موطئ قدم مستقبلي للقوات المسلحة السودانية وتقاتل شرق النيل.

 

 

التوثيق العسكري والاستراتيجي الأهم لمنصة القدرات العسكرية السودانية لعبور جسور الفتيحاب والسلاح الطبي وإقامة رأس الجسر بواسطة القوات الخاصة السودانية وتأمين عبور القوات من كتاب Bridgehead The Day The River Turned رأس الجسر : يوم تغير فيه النهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى