متابعات- منتدى السودان- في تطور مفاجئ يشهده الصراع المستمر في السودان، انتشرت وثائق مسربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تكشف عن تحركات جديدة لـ”الجيش السوداني المرتبطة بالسيطرة على مخازن أسلحة تابعة لقوات الدعم السريع. الوثائق تشير بشكل خاص إلى وقوع هذه الأسلحة في محور ود الحداد، حيث أفادت المصادر بأنها تشمل أسلحة أجنبية مقدمة من أوكرانيا.
وفي ضوء هذه المعلومات الحساسة، قام رئيس مجلس السيادة القائد العام للجيش الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، بإصدار تعليمات للجهات المعنية بفرز ونقل هذه الأسلحة إلى المخازن العسكرية للجيش في بورتسودان.
توضح الوثيقة الصادرة عن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية كيف تم اتخاذ القرار بعد السيطرة على هذه الغنائم، حيث تتضمن التعليمات توجيهات خاصة لجميع قيادات الألوية والكتائب المعنية بالتأكد من تأمين هذه الأسلحة والعمل على نقلها بسرية تامة، دون الكشف عنها أو نشر صور لها على وسائل الإعلام. يظهر هذا التطور في الصراع المسلح تعقيدات جديدة قد تؤثر على مستقبل العمليات العسكرية في البلاد، بالإضافة إلى الحاجة الملحة إلى إدارة هذه الغنائم بشكل سري للحفاظ على استقرار القوات المسلحة السودانية وأمن البلاد.
صراع النفوذ في السودان
في سياق متصل، كشف وسائل إعلام محلية ودولية في نوفمبر الماضي، نقلاً عن مصادر عسكرية، رصد الجيش السوداني لأسلحة خطيرة تمّ توريدها من إحدى الدول الأوروبية عبر تشاد إلى دارفور لاستخدامها في السودان. وبحسب المصادر، أبرز تلك الأسلحة الطائرة المسيّرة “أي أي هيرو”، وهي طائرة بدون طيار، تُستخدم لأغراض الاستطلاع، طورتها شركة IAI الإسرائيلية في منتصف عام 2012، وكانت الطائرة بدون طيار الأكثر مبيعًا. بالإضافة لطائرات درون من طراز Danger Propellers برقم تسلسلي J/DF24-23-01-043A، الطائرات من إنتاج شركة Woodcomp Propellers في جمهورية التشيك بوسط أوروبا، معدّلة للأغراض العسكرية.
إلى جانب ذلك، كانت صحيفة “هآرتس” العبرية قد كشفت منذ أسابيع قليلة أن قائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ “حميدتي”، حصل على أجهزة تجسس متطورة، نقلتها إلى الخرطوم طائرة مرتبطة ببرنامج التجسس “الإسرائيلي”، تجلب تكنولوجيا المراقبة من الاتحاد الأوروبي. وبحسب الصحيفة، فقد تم نقل الشحنة على وجه السرعة إلى منطقة “جبل مرة” بدارفور التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع بالكامل.
ووفقاً للخبير والباحث الاستراتيجي أحمد الأحمد، فإن مصالح تل أبيب وباريس التقت عند قائد ميليشيا الدعم السريع “حميدتي”، ووجدت به الرجل المناسب لرعاية مصالحهم، وتنفيذ خططهم. لذا بدأوا بدعمه عسكرياً وسياسياً عبر الإمارات العربية المتحدة وإثيوبيا وتشاد. حيث أشار الأحمد إلى أن دعم إسرائيل لحميدتي عسكرياً وسياسياً لن يخلصها فقط من الإسلاميين، بل سوف يسمح لها أيضاً بالضغط على مصر في أي استحقاقات سياسية أو أمنية مستقبلاً، كما سيمنحها نفوذًا أكبر في البحر الأحمر. بالإضافة للفوائد الاقتصادية لإسرائيل، بسبب سيطرة “حميدتي” على صناعة وتصدير الذهب في السودان.
وأكد الأحمد أنه وفي خضم التنافس الألماني الفرنسي على النفوذ في القارة السمراء، فإن أنقرة الحليف الاستراتيجي لبرلين في أفريقيا، وفي ظل سعيها الحثيث لتقوية نفوذها بمنطقة البحر الأحمر، شرعت بدعم الجيش السوداني والحركات الإسلامية الموالية لها، على رأسهم كتيبة “البراء بن مالك” التي تقاتل إلى جانب قوات الجيش، والتي تتخذ من مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر عاصمة لها، وتعتبر المنطقة الأهم استراتيجياً بالنسبة لتركيا ومن ورائها ألمانيا. حيث يعتقد بعض الخبراء بأن تركيا تعتبر السودان بوابتها الرئيسة في التوسع بأفريقيا، على أن تكون تركيا هي بوابة السودان تجاه أوروبا.