متابعات- منتدى السودان- امتدت أثار الحرب المدمرة التي يشهدها السودان، إلى الآثار ومواقع التراث والسياحة، حيث تضررت بشكل كبير الأمر الذي يهدد بفقدان السودان ثروة سياحية في هذا الجانب.
وأن الكثير من تلك المواقع تعرض لأضرار وبعضها ما زال في مرمى الخطر، بسبب استمرار القتال بجانب منها أو في مناطق تحتضن تلك الآثار، بينما باتت مواقع أثرية أخرى مكشوفة في ظل غياب الحماية ويواجه خطر النهب والتدمير والحريق.
هذا الأمر دفع جهات محلية ودولية إلى التحرك لحماية هذه الثروة المهمة، حيث أكدت نشوى عوض محمود مدير الإدارة العامة للسياحة والآثار بولاية سنار على ضرورة حماية التراث والمواقع الاثرية من الدمار.
وقالت بحسب وكالة السودان للأنباء، إن الآثار تعتبر ثروة قومية يجب على الجميع حمايتها، وانه اذا كانت الحرب تدمر حاضر الأمة وتهدد مستقبلها فهي اشد خطرا على ماضي الأمة واعظم تأثيرا على طمس هوايتها، وأشارت إلى أن كل امة لها حق في ماهو موجود على ارضها ولا ينازعها حد فيه في ملكيته الا شواهد التاريخ فهي ملك الإنسانية جميعها.
وضمن الجهود الدولية لحماية الثراث والآثار في السودان، دشنت مطلع شهر يوليو من العام 2023م، في متحف “فكتوريا أند ألبرت” بالعاصمة البريطانية لندن مبادرة حماية التراث السوداني بالشراكة مع منظمة التراث من أجل السلام التي تتطلع إلى تأمين حماية سريعة مع وضع خطة وطنية متكاملة لحفظ التراث الثقافي والطبيعي على المدى البعيد بعد نهاية الحرب.
وكشف أحد مؤسسي المبادرة سليمان النور بحسب اندبندنت عربية، عن اعتماد خطة عمل تسترشد بتوجيهات اتفاق حماية الممتلكات الثقافية لعام 1973، بالارتكاز على التجارب الإنسانية في مواجهة معضلة صون الممتلكات الثقافية خلال الصراعات المسلحة بالنسبة إلى الشعوب التي واجهت المصير نفسه مع مراعاة خصوصية التجربة السودانية.
وفي السودان تقول نشوى عوض محمود مدير الإدارة العامة للسياحة والآثار بولاية سنار وحول كيف حماية المواقع السياحية والاثرية؟ إن اهم عنصرين في حماية المواقع الاثرية والسياحية هما الوعي بأهميتها لدى الأطراف المتصارعة وضرورة الحفاظ عليها.
وأشارت إلى أن هذا الوعي له ثلاث مراحل قبل الحرب وتقوم به الاسرة بتربية النشء والشباب بضرورة المحافظة على الجذور وتاريخ وتراث الامة وعلى البيئات الطبيعية وعلى رأسها المحميات الطبيعية لأنها ملك الأجيال الحالية والقادمة ومن هنا جاءت الدعوة للتنمية المستدامة وهي للحفاظ والمحافظة، فضلا عن ان للمجتمع عبر الافراد ومنظمات المجتمع المدني أدوار محورية ومهمة للحفاظ على الموروث الثقافي والطبيعي وللدولة مسؤولية متعاظمة في التوعية سواء عبر المؤسسات التعليمية أو الإعلامية.
وقالت نشوى إنه يجب توظيف كل وسائط ووسائل التقانة في ضخ التوعية التي ترتقي بفهم ومساهمة الجميع في هذه الحماية و في اثناء اشتعال الحرب على كل من الافراد والاسر والمجتمع والدولة مناشدة الاطراف المتصارعة ان تنأى بالقتال عن هذه المواقع واتخاذ كل ما يمكن لتكون بعيدة عن مسارح العمليات والقتال.
وأضافت “اما بعد أن تضع الحرب اوزارها وتتوقف يقع على الجميع المساهمة والمشاركة في اعمار وترميم وصيانة ما تعرض للدماراما العنصر الثاني لحماية المواقع الاثرية والتاريخية هو الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية الملزمة للدولة والمجتمعات على المحافظة على المواقع الاثرية وحمايتها من كل ما يهدد سلامتها.
وقالت عليه نناشد ونحض عبر كافة قنوات التواصل التقليدية والحديثة في عدم المساس بهذه الموروثات التاريخية الشاخصة في اماكنها او المحفوظة في المتاحف ودور العرض ويشمل هذا المحافظة على البيئات الطبيعية كالمحميات ولعل ولاية سنار التي تشهد الان حربا واعتداءً في محيط المواقع الاثرية في جبل موية تدفع الإدارة العامة للسياحة بولاية سنار ان تدق ناقوس الخطر من المهددات التي تحيط بها ويزداد الخطر اكثر للمحاولات التي يقوم بها عدد من يعتقدون ان هناك كميات من الذهب والتحف الاثرية غالية الثمن موجودة في هذه المواقع عليه لابد من قيام نفرة إعلامية من قبل الولاية والمركز والمجتمع الدولي لإبعاد الصراع من هذه المناطق الاثرية المهمة وصونها من اعتداء من يتحينون فرص الفوضى وعدم الاستقرار وانشغال أجهزة الدولة المختلفة بالحرب من النيل منها اعتداءً وسرقةً.
وفي إطار البحث عن تدابير للحماية، نظمت الهيئة القومية للآثار والمتاحف السودانية خلال الفترة الماضية ورشة عمل بالعاصمة المصرية القاهرة هدفت إلى وضع خطة للاستجابة الطارئة في ظل الوضع الراهن في السودان، حشدت من خلالها عدداً من ممثلي المنظمات الدولية ومديري المشاريع الأثرية الدولية ووكالات التمويل من أجل التعاون ووضع الاستراتيجيات للتخفيف من الأخطار التي تواجه المواقع الأثرية والتاريخية في السودان حالياً.
وأعربت خلال الورشة منظمات وجمعيات أثرية دولية إقليمية عدة وأخرى مهتمة بمجال الاستجابة للطوارئ الثقافية، على رأسها منظمة “يونيسكو” والمركز السوداني- الأميركي للبحوث الأثرية والجمعية الدولية للدراسات النوبية وجمعية علماء الآثار الأفارقة، عن قلقها إزاء الوضع الحالي للممتلكات الثقافية السودانية، كما أكدت التزامها المشترك حماية التراث الثقافي السوداني والحفاظ عليه وتسليط الضوء على الضرورة الملحة للتصدي للتحديات التي يواجهها في هذا الوقت الصعب.
المصدر وكالة السودان للأنباء واندبندنت عربية