مقالات

هٌناك ثلاثة أُخرى 

بقلم- الطاهر ساتي

:: عقب تحرير الخرطوم و انطلاقة حملات العودة الطوعية، نصح وزير الصحة، د. هيثم محمد إبراهيم، المواطنين بالتريث في عودة الأسر إلى الخرطوم و المناطق التي تم تحريرها، وذلك حتى انتهاء عمليات إزالة المخاطر والتعقيم، فشتّموه و سبّوه كأنه طرح نفسه بديلاً لحميدتي وجنجويده في احتلال الخرطوم.. فالوزير هيثم – بذاك النصح المسؤول –  كان يُريد السلامة للعائدين إلى ديارهم، ولكن الذين هاجموه بجهل تسببوا في أن يُصاب العائدين بالكوليرا و الملاريا و حمى الضنك ..!!

 

 

 

 

:: و إن كان لحمدوك ثمة محاسن تُذكر، فمنها تصعيده لهيثم إبراهيم إلى قيادة الصحة وكيلاً، ليصبح وزيراً مكلفاً بعده، فالرجل من ذوي الكفاءة والنزاهة.. وعندما إتهموه بالإبقاء على كوادر قوى الحرية والتغيير في مفاصل الوزارة بعد إستقالة حمدوك وإقالة حكومته، سألته عن ذلك، فلم ينف أو يلف و يدور، بل قال بوضوح : ( البقاء للكفاءة وذوي العطاء، وليس للمنتمى لهذا التيار السياسي أو ذاك، وطالما الكادر يؤدي واجبه كما يجب فليس من العدل أو المهنية أن أحاسبه على أفكاره و أرائه السياسية)، فاحترمته، إذ قلّ أن تجد مهنياً مستقلاً في ظل الإستقطاب الأرعن ..!!

 

 

 

:: والكثير من ضحايا الكوليرا و حمى الضنك و الملاريا بالخرطوم و غيرها من الذين إلتحقوا بركب العودة الطوعية قبل إصحاح البيئة بديارهم، أي من الذين لم يستبينوا نصح الوزير هيثم، و لم يتريثوا لحين توفير المعينات اللازمة لإصحاح البيئة وضمان (العودة الآمنة)، وهي إخلاء المناطق من مصادر الأوبئة و أسبابها.. وعلى كل، قدّر الله وما شاء فعل، فلنتعظ ونعتبر، وننتهج  المؤسسية والمهنية في كل الخطى، لكي لانُعيد إنتاج الكوارث والمآسي..!!

 

 

 

:: فمع الجنجويد و عُملاء الإمارات، هناك ثلاثة أوبئة أُخرى تُهلك الحرث والنسل حالياً، وهي الكوليرا و حمى الضنك والملاريا .. الأوسع إنتشاراً هي الملاريا، بحيث تُعد من أسباب الوفاة الرئيسية، و تم تسجيل ( (1.3 مليون حالة  إصابة)  في العام 2023، مع وفاة  ( 850 حالة) وفقاً لتقرير الملاريا العالمي للعام 2024 .. أما الكوليرا، فقد تم تسجيل ( 2,729 إصابة)، خلال أسبوع واحد، بينها ( 172 حالة وفاة)، فيما بلغ عدد الإصابات التراكمية بالضنك (12.886 حالة)، مع وفاة  (20 حالة)..!!

 

 

 

:: تعيش بكتريا الكوليرا في مصادر المياه، وتنشط بغياب النظافة..وكما تعلمون فإن مليشيا الإمارات الإرهابية دمّرت و نهبت البنية التحتية لمحطات المياه، وصار المواطن يستخدم مياه ملوثة.. وعليه، مع الجهد الحكومي في العلاج، يجب أن يلعب القطاع الخاص و منظمات المجتمع المدني دوراً في المكافحة، وقرأت أن شركة زادنا العالمية بادرت بذلك، وهي مؤهلة لتطوير مبادرتها وقيادتها بحيث تشمل الشركات بالداخل والخارج.. !!

 

 

 

:: وفي أخبار الاستغلال السياسي والعسكري لهذا الوباء، طالب بعض زعماء مليشيا و أحزاب الإمارات المنظمات الدولية بالتدخل لمكافحة الكوليرا، وهذا جيّد، ولكن من المُدهش أن يطالبوا بمكافحة أُختهم في الرضاعة و شريكتهم في هلاك الناس و البلد..!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى