قضايا ومجتمعالرئيسية

(البرهان في بكين).. شراكة مع التنين

تقرير_ محمد جمال قندول

شهدت بكين نشاط مكثفا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة قبيل مشاركته في القمة الرئاسية للمنتدى (الصيني – الأفريقي)، وذلك من خلال حرصه على تشريف كافة حفلات توقيع اتفاقيات أنجزتها المؤسسات السودانية وفي مقدمتها منظومة الصناعات الدفاعية التي كان لها قصب السبق في الاتفاقيات المبرمة أمس.

زيارة البرهان لأول مرة كرئيس لبكين وهو الذي يعرفها وتعرفه، حيث عمل فيها ملحقًا عسكريًا من قبل، حُظيت بمتابعة إعلامية عالية واهتمام لافت نظرًا لثقل بكين، هذا بجانب التعويل الكبير على إحداث اختراق من خلال هذه الزيارة، حيث بات قطاعًا واسعًا من السودانيين يشجع على الاتجاه شرقًا.
مكاسب كبيرة

 

وبدا واضحًا انّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي رمى بثقله في هذه الزيارة التي ينتظر أن تكون لها مكاسب كبيرة، فالحضور والمشاركة في حد ذاته يُعد مكسبًا وذلك لأنّ الفعالية من أضخم الفعاليات التي تنظم في الصين خلال السنوات الأخيرة.

وعلى هامش فعاليات المنتدى التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي برئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، وذلك بحضور وزير الخارجية المكلف السفير حسين عوض وسفير السودان ببكين السفير عمر صديق في لقاءٍ استعرض العلاقات بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها لفائدة شعبي البلدين.

 

كما شهد البرهان أمس، توقيع عددٍ من الاتفاقيات المشتركة في مجالات الطاقة النووية، وإنشاء المطارات والموانئ.

ومن ضمن الاتفاقيات المبرمة تلك المشتركة بين مجموعة الطاقة والتعدين المنضوية تحت منظومة الصناعات الدفاعية وشركات CHINA ENERGY المتخصصة في بناء الطاقة النووية وإنشاء الموانئ والمطارات.

ووقع عن مجموعة الطاقة والتعدين المهندس بدر الدين الفيل مدير شركة الوطنية للطاقة والهندسة وذلك بحضور وزير الطاقة والنفط محي الدين نعيم محمد سعيد ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس وسفير السودان لدى الصين السفير عمر صديق.

 

كما شهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي التوقيع على اتفاقٍ بين مجموعة “جياد” الهندسية ومجموعة من الشركات الصينية العاملة في صناعة السيارات، فيما سجل البرهان زيارةً لمقر مجموعة CNPC الصينية العاملة في مجال النفط.

مرحلة جديدة

الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الشعب أسامة عبد الماجد علّق في معرض الزيارة قائلًا: إنه يجب النظر للثقل السياسي والدبلوماسي للحدث قبل المكاسب الاقتصادية، وذلك أنّ الصين إلى حد كبير تميز الدول وحجم علاقاتها من خلال المشاركة في تحالفها الجديد المنتدى (الصيني – الأفريقي)، والذي تحاول من خلاله بكين ترسيخ أقدامها في القارة السمراء.

وتابع أسامة أنّ السودان في السابق كان البوابة التي عبر من خلالها الصينيون لأفريقيا ولكنّ تعقيداتٍ كثيرة وتقاطعات أثرت على علاقات الخرطوم وبكين، غير أنّ الفرص عبر زيارة البرهان كبيرة لاستعادة الثقة القديمة وهذا هو المدخل لجني مكاسب اقتصادية.

وأشار عبد الماجد إلى أنّ الاتفاقيات العديدة التي تم إبرامها مع شركاتٍ صينية تحتاج لغطاء سياسي ودبلوماسي لتفعيلها وإنزالها على أرض الواقع، وقال محدّثي إنّ الابتسامات أمام الكاميرات لا تكفي، وإنما المطلوب هو التعهدات والالتزام بتحالفٍ حقيقي مع القيادة الصينية.

ووصف المحلل السياسي أسامة المشاركة بالناجحة، ودليله على ذلك، هو الحراك الكبير للرئيس البرهان أمس، والذي ربما يكون هو بداية التدشين لمرحلة ما بعد الحرب.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى