
متابعات- منتدى السودان- أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تعتزم تقديم مساعدات غذائية بقيمة 93 مليون دولار إلى 11 دولة أفريقية من بينها السودان وهايتي، تهدف إلى علاج ما يقرب من مليون طفل يعانون من سوء التغذية.
وقالت إن الدول المستهدفة هي “جنوب السودان ومالي والنيجر وإثيوبيا والسودان ونيجيريا ومدغشقر وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجيبوتي وكينيا وتشاد وهايتي”.
في الأثناء كشفت مصادر عن اتجاه وزارة العدل السودانية، إلى رفع دعوى جنائية ضد حديقة سان دييغو سفاري الأمريكية، للمطالبة بتعويض في وحيد القرن الأبيض الشمالي (إنجاليفو) المهدد بالانقراض، أو ضمان عودته إلى السودان.
ونقلت صحيفة السوداني أن رئاسة قوات حماية الحياة البرية فتحت تحقيقاً في مصير وحيد القرن الأبيض والذي يُعد أحد أهم الثروات القومية للسودان.
ويتميز وحيد القرن الأبيض الشمالي، بحجمه الضخم وفمه العريض ولونه الرمادي المائل إلى الأبيض، يُعد من الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج وكان يعيش في حديقة الحيوان بالخرطوم حتى عام 1990 ومع تبقي ستة أفراد فقط من هذا النوع في العالم بحلول عام 2014، ونفوق آخر ذكر يُدعى (سودان) في مارس 2018، أصبحت قيمة (إنجاليفو) كتراث وطني لا تُقدّر بثمن.
وخاطب وزارة الخارجية السودانية عبر سفارة السودان في واشنطن حديقة سان دييغو سفاري في 7 مايو 2024، وتلقت رداً من الحديقة الأمريكية يفيد بأن آخر اثنين من وحيد القرن الأبيض الشمالي موجودان حالياً في محمية أول بيجيتا في كينيا ومع ذلك، لم يوضح الرد مصير (إنجاليفو) أو ما إذا كان قد تم نقله إلى كينيا دون علم حكومة السودان الجهة المالكة.
في عام 1990، تم نقل (إنجاليفو) إلى حديقة سان دييغو سفاري في أمريكا على سبيل الإعارة، بهدف تزاوجه مع أنثى من نفس النوع تُدعى (نولا). لاحقاً، ضمن برنامج تبناه الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN)، تم نقل (إنجاليفو) إلى موقع تربية آخر في حديقة دفور كرالوف. لكن مع مرور السنين، فقدت الجهات السودانية أي معلومات عن مصير هذا الحيوان النادر أو نسله.
في 17 يوليو 2024، أرسلت سفارة السودان في واشنطن برقية إلى وزارة الخارجية تحمل رد حديقة سان دييغو، والتي عكستها بدورها إلى وزارة الداخلية. وفي خطوة لاحقة، خاطبت رئاسة قوات حماية الحياة البرية وزارة الداخلية لمطالبة وزارة العدل برفع دعوى جنائية ضد حديقة سان دييغو سفاري بسبب عدم تقديمها أي معلومات عن (إنجاليفو) منذ إعارته في عام 1990.
وبتاريخ 21 مايو 2025، وافقت وزارة العدل السودانية على رفع دعوى تعويضية ضد الحديقة الأمريكية، وقررت تشكيل لجنة تضم الجهات المعنية لتقييم الوقائع ودراسة إمكانية التقاضي. وسترفع اللجنة توصياتها إلى وزير العدل، على أن يتولى المحامي العام لجمهورية السودان الترافع نيابة عن الحكومة أمام المحكمة المختصة.
من جانبه أكد اللواء شرطة عصام الدين جابر حقار، المدير العام لقوات حماية الحياة البرية، التزام القوات بمتابعة هذا الملف حتى استرداد حقوق السودان كاملة. وقال: “إنجاليفو ليس مجرد حيوان، بل هو جزء من تراثنا الوطني، وسنعمل بكل جهد لضمان عودة هذا الأصل القومي إلى السودان أو التعويض عنه”.
تُعد هذه القضية سابقة مهمة في إطار حماية الثروة الحيوانية السودانية النادرة. ومع استمرار التحقيقات، تترقب الأوساط المحلية والدولية نتائج هذا الملف، الذي قد يفتح الباب أمام قضايا مماثلة تتعلق بحماية الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى العالم، بالإضافة إلى استرداد الآثار السودانية المنهوبة مؤخراً من قبل ميليشيا الدعم السريع، حيث باعتها لمهربي الآثار حول العالم.
على صعيد آخر، للحفاظ على وحيد القرن الأبيض الشمالي من الانقراض، يعمل دعاة الحفاظ على البيئة على تحسين التقنيات لإنشاء أجنة يمكن أن تحملها وحيد القرن الأبيض الجنوبي حتى الولادة. تتضمن إحدى التقنيات حصاد بعض البيض القابل للحياة المتبقي من إناث وحيد القرن الأبيض الشمالي المتبقية وتخصيبها بالحيوانات المنوية التي تم جمعها مسبقًا من ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي. تم تجميد العديد من الأجنة القابلة للحياة، التي تم إنشاؤها باستخدام التلقيح الصناعي، للسماح بالتقدم في نقل أجنة وحيد القرن للتعويض. تتضمن تقنية أخرى تغيير خلايا جلد وحيد القرن الأبيض الشمالي مرة أخرى إلى خلايا جذعية، والتي يمكن استخدامها لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية وخلايا البويضات.