متابعات- منتدى السودان- في تقرير مؤثر، يصف الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) مهند هاشم ما شاهده عند عودته إلى أمدرمان، مدينته التي أصبحت شبحًا لما كانت عليه قبل الحرب.
اجتاحت مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) الأحياء، ترعب النساء بوابل من الرصاص، كما هي عادتها مع الضعفاء ، تتفاخر بشجاعة زائفة وهي تنهب المساكين وتتربص بالضعفاء. دافعةً العائلات إلى هجر منازلهم بحثًا عن الأمان.
الجدران التي كانت يومًا ما تحتضن دفء العائلة أصبحت شاهدة صامتة على القسوة، مثقلة بآثار الطلقات التي حوّلت المدينة إلى ساحة للخوف والفقد.
ورغم هذا الخراب، يحمل حديث هاشم ومضة من أمل. يقف (في ذلك الوقت) على حافة مدينة مقسّمة، لا يستطيع عبور الجسر إلى الخرطوم، لكنه يقول بإصرار: “إن شاء الله سنعود”، سيعود من اضطروا إلى الفرار من بطش الجبناء ليعيدوا بناء حياتهم مستعيدين ما سُلب منهم.
مهما كانت الجراح عميقة: الصمود ليس مجرد تحمّل المعاناة، بل تمسّك بالأمل عند الشدة.