متابعات- منتدى السودان- في واحدة من أعقد وأكبر العمليات العسكرية الخاصة في تاريخ السودان، نجح الجيش السوداني في تحقيق نصر استراتيجي كبير خلال معركة أبراج السلطان الخاصة التي استمرت من 14 إلى 18 ديسمبر 2024. العملية، التي نفذتها وحدات مختارة من الجيش السوداني، تعد نموذجًا للتكتيك العسكري والاحترافية في مواجهة تحديات ميدانية غير مسبوقة.
حكى مصدر عسكري مطلع تفاصيل المعركة لـ Sudanese Echo، موضحًا أن العملية استهدفت منطقة ذات أهمية استراتيجية بالغة، وهي سلسلة من 15 بناية مرتفعة ومحصنة، تتصدرها قمة برج السلطان المطلة على شارع الإنقاذ. مثلت المنطقة تهديدًا رئيسيًا في طريق تقدم قوات تحرير بحري، وكانت تشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف العسكرية الموضوعة من قبل القيادة. شاركت في العملية وحدات مختارة من القوات المسلحة، تنوعت بين القوات الرئيسية التي تمسكت بالمواقع وقوات الاقتحام والتطهير، بالإضافة إلى قوات تعزيز دعمت الهجوم في لحظاته الحاسمة. تضمنت هذه الوحدات الكتيبة 61 بقيادة ستة ضباط، وكتيبة الوادي بقيادة خمسة ضباط، إلى جانب وحدات من الشرطة العسكرية وكتيبة العرين ومجموعات المهام الخاصة التي كان لها الدور الأساسي في الاقتحام.
أضاف المصدر أن الرائد مهندس حامد الجامد، أيقونة ثورة ديسمبر، كان من أبرز المشاركين في العملية. قاد مجموعته بشجاعة في الاقتحام الأولي لبرج السلطان، حيث واجهوا مقاومة شرسة من العدو. ورغم النيران الكثيفة، تمكنوا من السيطرة على الموقع الاستراتيجي في وقت مطابق للخطة الموضوعة . وتم رفع الأذان في قمة أبراج السلطان بصوت النقيب الطيب، وسط أجواء من الحمد والابتهال والتضرع لله، تعالت فيها أصوات التكبير شكرًا لله على تحقيق النصر.
خلال المعركة، استخدم العدو أسلحة متطورة ودعمًا لوجستيًا وتدريبًا مكثفًا من قوى عالمية، إلا أن الجيش السوداني استطاع التعامل مع هذا العدو باحترافية عالية أثبتت قدرة مؤسسة القوات المسلحة السودانية على مواجهة أخطر التحديات. تمكن الجيش من تدمير ثماني مركبات قتالية ومقتل عشرات العناصر وأسر أربعة آخرين. ومع النصر الكبير، احتسب الجيش السوداني شهيدًا واحدًا وعددًا من الجرحى، نسأل الله لهم القبول والشفاء العاجل.
تظل هذه العملية شاهدًا على قدرة مؤسسة القوات المسلحة السودانية، التي استطاعت التعامل مع عدو مدعوم ومُدرب من قبل قوى عالمية، بكل احترافية واقتدار، لتثبت مجددًا أنها قادرة على الدفاع عن أراضيه وأمن شعبه مهما كانت الظروف.