الرئيسيةمنوعات وفنون

الإعلامي والمخرج السوداني د. معتصم الجعيلي في حوار: أكثر ما يؤلمني الأطفال الذين تتغير هوياتهم شيئًا فشيئا

في حوار حول الحرب ومالاتها في السودان اجرت صحيفة الكرامة هذه المقابلة مع الإعلامي والمخرج السوداني د. معتصم الجعيلي، فماذا قال عن تجربته وأُسرته مع الحرب:

 

أين كنت أول يوم الحرب؟

كنتُ في منزلي ببحري، حيث إنني أقطن حيًا ما بين “الختمية” و”المزاد”.

 

لحظة اندلاع الحرب؟

كان يومًا عاديًا، وكنت أهِمُ بالخروج من المنزل للذهاب لمكتبي بشارع المعونة واتصلت بي السكرتيرة وقالت لي: “لا تتحرك لأنّ هنالك ضرب شديد”.

 

ثم ماذا؟

افتكرت أنّ الموضوع عادي وسيمر.

 

لكن الموضوع صعب؟

صعب جدًا، حيث أصبح الرصاص بعد ساعاتٍ قليلة كالمطر بالقرب من منزلي.

 

كيف مرّ اليوم الأول؟

كنتُ مع أسرتي في المنزل والرعب يحاصرنا من كل جهة ونتساءل ماذا حدث؟ وماذا سيحدث؟

 

كم مكثت في بحري؟

حوالي17 يومًا.

 

ومتى قررت الخروج؟

بعد يوم من انهمار الرصاص على منزلي وضرب الجزء العلوي منه وهنا أحسست بالخطر.

 

وأين كانت الوجهة؟

اتجهت لمدينة أم درمان.

 

كيف كانت الرحلة بين بحري وأم درمان؟

اليوم الذي خرجنا فيه كانت هناك هدنة، وخرجت رفقة أُسرتي في عربة واحدة كان يقودها ابني عبر شارع الإنقاذ، وكنتُ أرى مشاهدًا قاسية مثل سرقة مصانع بحري التي عايشتها أمام عيني وأنا في العربة، ثم الخروج حتى كبري الحلفايا ومن هنالك تحركت لأم درمان التي كانت هادئةً نسبيًا.

 

الخروج من بحري لأم درمان؟

فقط خرجنا بـ”شنط” خفيفة على أمل العودة بعد أيام.

 

العودة لم تحن حتى الان؟

طالت ولكن بداية نهاية وسنعود.

 

ماذا خسرت في الحرب؟

ما خسره الغالبية المنزل، والمقتنيات، السيارة والأهم الذكريات.

 

هذه حرب غير عادية؟

في تقديري الخاص هذه الحرب ليس لها مثيل في العالم.

 

الموت هل اقترب منك؟

الرصاص كان فوقنا وتحتنا وفي النهاية الأعمار بيد الله.

 

مأساة عايشتها في تلك الأيام؟

فقدت أصدقاءً أعزاء وفقدت من ماتوا جراء الغبن لما جرى بالبلاد.

 

يوميات الحرب؟

كانت صعبةً جدًا خاصة بعد انقطاع الكهرباء والماء وهلع أُسرتي، وكان لا بد من الخروج.

 

كم مكثت في أم درمان؟

4 أيامٍ ومنها تحركت لمصر مباشرةً.

 

الطريق من أم درمان ووصولًا لأسوان؟

رحلة شاقة ولكن طيلة الرحلة مرّ شريط ذكرياتنا وأيامنا في الخرطوم.

 

قرار المغادرة لخارج البلاد؟

ربما في وجودي بشكل مستمر في مصر حينما اتخذت قرار السفر للقاهرة لم أكن مرتبكًا أو اشعر بغربة ولكن بعد مرور شهر وراء شهر والقصة طالت نشعر بأسًى شديد ولكن ثقتنا في قوات الشعب المسلحة بدحر التمرد.

 

الآن معتصم الجعيلي لاجئ؟

أُقنع نفسي بأنها فترة مؤقتة وسنعود، كما أنّ مصر أيضًا ليست مثل كل الدول وليست بلد لجوءٍ وإنما جارة.

 

عادة فقدتها في الحرب؟

ليس هنالك شيءٌ أكثر إيلامًا من فقدك لمنزلك.

 

هل توقعت اندلاع الحرب؟

لا أبدًا.. كنت أؤمن بسماحة السودانيين وقدرتهم على حل مشاكلهم بأنفسهم.

 

بعد الحرب هل الناس فقدت الثقة في الساسة والسياسة؟

اعتقد بأننا نحتاج لتغيير كبير جدًا في المفاهيم السياسية فالآن السياسة والنخب أوصلونا لما نحن فيه الآن.

 

ما هو أكثر شيء يؤلم معتصم الجعيلي خارج البلاد؟

لمست فيني وترًا حساسًا.. أكثر ما هو مؤلمٌ لي الأطفال الذين يعيشون بعيدًا عن الوطن وتتغير هويتهم شيئًا فشيئا هذا هو الخطر.

 

بعد انتهاء الحرب ما هي مشاريعك؟

أولًا وأخيرًا على استعادة الهوية السودانية لأطفالنا واستخدام كل ما أعلمه في هذا المجال من أجل الأطفال من إنشاء قنواتنا ومراكز وهذا واجبنا.

 

كلمة أخيرة؟

أشكرك كثيرًا ونأمل ونثق في انتصار السودان وأن نعود ونحن لدينا بلدًا غالية جدًا يجب أن نحافظ عليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى