بعد زيارة بكين.. هل يعجل البرهان بتشكيل الحكومة؟
تقرير- محمد جمال قندول
أنهى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة زيارةً ناجحة لدولة الصين بعد مشاركته في المنتدى (الصيني – الإفريقي).
الرئيس البرهان الذي شهد توقيع عددٍ ضخم من الاتفاقيات بين الخرطوم والصين أمامه تحدياتٍ جِسام في ترجمة ما تم التوافق عليه مع الجانب الصيني على أرض الواقع، لا سيما مع التوقيت الاستثنائي والبلاد تشهد أزمة تُعد الأعقد في تاريخه، فضلًا عن عدم تشكيل حكومة حتى الآن وإدارة الدولة بوزراء مكلفين.
شريك مهم
ويذهب الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة الوطن أشرف إبراهيم إلى أنّ ترجمة الاتفاقيات يحتاج لتطورات عديدة بالواقع السوداني منها ما هو مرتبط بالشأن العسكري بتحرير المدن، وشق آخر مهم في الجانب التنفيذي الذي يتطلب إقدام السيد الرئيس على خطوة تشكيل حكومة تتابع تنفيذ هذه الاتفاقيات على أرض الواقع وذلك بالتشاور مع الجهات الفاعلة.
ويواصل محدّثي في معرض طرحه ويشير إلى أهمية التركيز على تطوير الشراكات مع الصين التي تمتلك معها الخرطوم علاقات متميزة وتعاون مثمر خلال سنوات طويلة قبل أن تفتر العلاقات بفعل “التصرفات الصبيانية” لحكومة حمدوك التي انحازت للغرب وأهملت هذا الشريك المهم.
ويتوقع أشرف من خلال المؤشرات بقرب تشكيل الحكومة وذلك لعدة أسبابٍ في مقدمتها الأزمات التي تواجه البلاد مثل: أضرار السيول والفيضانات والأزمة الاقتصادية، فضلًا عن التدهور المريع بمؤسسات الدولة وهو ما يستوجب حكومة جديدة ووجوهًا قادرة على إدارة المشهد التنفيذي ووضع بصمات حقيقية، وكان رئيس مجلس السيادة قد عاد صباح أمس (السبت) بعد رحلة ناجحة لبكين كانت محط اهتمام داخلي وإقليمي ودولي.
اجتماعات الأمم المتحدة
وينتظر أن يغادر البرهان بعد أسبوعين للولايات المتحدة الأمريكية على رأس وفد السودان المشارك في اجتماعات الأمم المتحدة التي تنعقد في الرابع والعشرين من سبتمبر الجاري، ونقلت تقارير صحفية الأسبوع الماضي عزم رئيس مجلس السيادة تشكيل حكومة والدفع بوجوه جديدة وذلك لمجابهة تحديات المرحلة وتعقيداتها.
وظل رأس الجهاز التنفيذي في حالة فراغ وتحديدًا منذ مغادرة رئيس الوزراء السابق حمدوك الموقع عقب تداعيات قرارات الخامس والعشرون من أكتوبر 2021.
ويرى مراقبون أنّ المشهد الحالي خاصة بعد التطورات الأخيرة والانتصارات العسكرية للجيش ورحلة الرئيس الناجحة لبكين، إلى جانب رحلته المرتقبة لنيويورك، كلها مؤشرات قد تدفع بالجنرال للإقدام على الخطوة التي طال انتظارها وتشكيل حكومة تسهم بتقليل المعاناة عن الشعب السوداني الذي يعيش ويلات الحرب وتعقيداتٍ اقتصادية ومشاكل عديدة بسبب حالة الفراغ الدستوري.
ووقع السودان مع الصين اتفاقيات عديدة في مجالاتٍ كثيرة ولعل أبرزها تلك الحزمة التي وقعتها منظومة الصناعات الدفاعية، علاوةً على اتفاقياتٍ بشأن الطاقة والتعدين والموانئ.
واستبشر قطاعًا واسعًا من السودانيين بمخرجات مشاركة البرهان في المنتدى (الصيني – الإفريقي)، ويُرى ذلك بوضوح من خلال حجم الاهتمام الشعبي بالزيارة عبر التداول الواسع لأخبار الرحلة بمنصات التواصل الاجتماعي، غير أنّ التساؤل الدائم الذي أجمع عليه عدد كبير هو: إمكانية تنفيذ الاتفاقيات ومتابعتها وقطعًا ذلك يتطلب تعزيز الدولة بوجوه جديدة تقود الحكومة وتقدم بصماتٍ واضحة.